إنجازات إقتصادية وعلمية وعسكرية.. هكذا ردت إيران على خيارات بلينكن
أمين أمين
"الحكومة الإيرانية وضعت متابعة الغاء الحظر في صدارة جدول أعمالها، إلا انها لم ترهن جهودها لإحباط الحظر بنتائج المفاوضات الجارية في فيينا، وبرغم ظروف الحظر، ازدادت مبيعاتنا الحالية من النفط بشكل كبير بحيث لم يعد لدينا أي قلق بهذا الشأن، وعائداته تعود إلى البلاد" بهذا التصريح الواضح والصريح رد الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي، على تهديدت أمريكا، التي مازالت تصر على مواصلة سياسة الحظر الفاشلة ضد ايران، رغم مرور اكثر من اربعة عقود عليها.
في تفاصيل رده على التهديد الامريكي لتكثيف الحظر على ايران في حال فشلت مفاوضات فيينا ، قال الرئيس رئيسي، خلال زيارته لمعرض انجازات القوات البحرية التابعة لحرس الثورة الاسلامية في محافظة هرمزكان جنوبي ايران، "انه لا توجد في اي صناعة اخرى اجراءات حظر كالمفروضة على القطاعين العسكري والنووي، لكن على الرغم من ذلك، فقد أحرزنا أكبر قدر من التقدم في هذين المجالين".
ومن اجل إثبات عقم سياسة الحظر الامريكي ضد ايران عمليا، إفتتح الرئيس الايراني يوم امس الجمعة المرحلة الأولى من مصفاة جزيرة قشم ، والتي ستزيد من انتاج مادة القار، وستكون قادرة على تكرير 35 ألف برميل من النفط وتحويلها من النفط الثقيل الى المنتجات النفطية الخفيفة. وفي حال افتتاح المرحلة الثانية، ستكون المصفاة قادرة أيضا على تكرير 35 ألف برميل من النفط الثقيل، وبذلك فان المضفاة ستكون قادرة على تكرير 70 الف برميل نفط يوميا.
تكلفة بناء المصفاة بلغت 135 مليون دولار، إلا أن ما يميز هذه المصفاة انها اعتمدت على الكفاءات والخبرات الايرانية في بنائها ولم تشارك أي شركة أجنبية في عملية البناء.
وفي نفس اليوم، زار السيد رئيسي معرض إنجازات وقدرات سلاح البحرية التابع للحرس الثوري في المنطقة البحرية الأولى بمحافظة هرمزكان، واطلع على آخر إنجازات وقدرات بحرية الحرس الثوري في الاشهر الثمانية عشر الماضية، بما في ذلك الطائرات المسيرة ومنظومات الصواريخ والحرب الالكترونية والسفن راجمة الصواريخ والبوارج المزودة بالصواريخ والطوربيدات، والمعدات تحت السطح والفرقاطات، والزوارق السريعة القتالية والزوارق الطائرة، وتعرف عن كثب على تطور القوة البحرية التابعة للحرس الثوري، والذي تم تنفيذه بالكامل من قبل الخبراء الايرانيين.
رغم ان الحظر الاقتصادي الارهابي الامريكي ضد ايران، يستهدف بالاساس معيشة الشعب الايراني، الا انه في جوانب كبيرة منه ، يستهدف القدرات العلمية لهذا الشعب، إلا ان اعلان قائد القوة الجوفضائية لحرس الثورة الاسلامية العميد أمير علي حاجي زادة، مساء الخميس الماضي، عن اجراء ايران بنجاح تجربة على محرك دفع يعمل بالوقود الصلب وقادر على نقل أقمار اصطناعية، جاء ليؤكد وبشكل لا لبس فيه ان الايرانيين نجحوا في تحويل الحظر الامريكي الى فرصة، وفرصة كبيرة جدا.
حامل الأقمار الاصطناعية الإيرانية الجديد، كما كشف العميد حاجي زادة، مؤلف من أجسام مركبة غير معدنية مع محركات ثابتة، ما سيزيد أكثر قوة الصاروخ وسيخفض التكاليف، وهذه التكنولوجيا موجودة في 4 دول في العالم فقط ، وبذلك تكون ايران ردت على الحظر الامريكي، وكذلك ردت على جرائم اغتيال علمائها، بالطريقة التي تفهما امريكا.
امام هذه الانجازات الاقتصادية والعلمية والعسكرية، التي حققتها ايران في ظل الحظر الامريكي، الذي طال حتى الدواء والمعدات الطبية، فقدت التهديدت الامريكية ضد ايران بريقها، وآخر هذه التهديدات، تلك التي اطلقها وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن، الذي اعلن:"ان بلاده مستعدة للجوء الى خيارات اخرى اذا فشلت مفاوضات فيينا"!.
يبدو ان بلينكن مازال يعيش وهم إمكانية تركيع ايران عبر تهديدها بمواصلة الحظر، او "اللجوء الى خيارات أخرى"، بينما سياسة امريكا ازاء ايران خلال العقود الاربعة الماضية، كانت كافية لتثبت لبلينكن، ان هذه السياسة فاشلة، وعليه ان يضعها جانبا، ويكف عن التلويح بـ"خياراته"، فهو لا يملك إلا خيار وحدا، وهو خيار الاعتراف بحق ايران في امتلاك برنامج نووي سلمي، و رفع الحظر الذي تفرضه بلاده على الشعب الايراني، بطريقة يمكن التحقق منه، وان يُعيد امريكا الى الاتفاق النووي كما خرجت منه، وان يقدم ضمانات بعدم خروجها مرة اخرى.