kayhan.ir

رمز الخبر: 144752
تأريخ النشر : 2022January15 - 20:30

منتخب الجزائر.. بين لقب أفريقي و"لقب" عالمي

لم يتوانَ كثرٌ عن التعبير عن تفاجئهم بتعادل منتخب الجزائر بنتيجة 0-0 في مباراته الأولى في بطولة أمم أفريقيا لأسباب عديدة، لكن هذا يحدث، وحتى أكثر منه. ورغم ذلك، للمنتخب الجزائري طموحات كبيرة لا يزال باستطاعته إنجازها.

تفاجأ كثر بتعادل منتخب الجزائر أمام منتخب سيراليون بنتيجة 0-0، في مباراته الأولى في بطولة أمم أفريقيا التي تستضيفها الكاميرون ضمن منافسات المجموعة الخامسة. كان الاعتقاد بأنَّ المنتحب الجزائري سيبدأ البطولة بالفوز، إذ إنه البطل، ويعدّ أحد أبرز المرشحين للتتويج باللقب، وهو المنتخب الذي يلعب في صفوفه أبرز النجوم الذي يتألقون في الملاعب الأوروبية في كبرى الفرق.

لكنَّ منتخب الجزائر تعادل، حتى إنَّه تعادل من دون أهداف، لكن هذا الأمر لا يبقى مفاجئاً إذا ما استعرضنا الكثير من المباريات الافتتاحية للمنتخبات الكبرى في البطولات الكبرى وغيرها، حتى في كأس العالم؛ البطولة الأهم في العالم، فقد حصل ذلك مع العديد من المنتخبات الكبرى، بل أكثر.

نأخذ مثلاً مونديال 1990، عندما خسر (وليس تعادل) منتخب الأرجنتين، بقيادة أسطورته دييغو مارادونا، المباراة الأولى أمام منتخب الكاميرون، في مفاجأة كبرى، لكنَّه نجح بعد ذلك في الوصول إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام منتخب ألمانيا. كذلك في مونديال 1994، عندما خسر منتخب إيطاليا المباراة الأولى أمام منتخب إيرلندا، ثم تأهَّل إلى المباراة النهائية التي خسرها أمام منتخب البرازيل.

إذاً، هذا يحدث، وحتى بالخسارة، فكيف إذا كان منتخب الجزائر تعادل، وكان الأفضل في المباراة، وأُتيحت له العديد من الفرص السانحة للتسجيل.

وأكثر من ذلك، إنّ التعثّر في المباراة الأولى، وتحديداً للمنتخبات الكبرى، يبدو مفيداً في بعض الأحيان، حتى يدرك المنتخب القوي صعوبة التنافس، وبأنّه لا يجب أن يعتبر نفسه في مرتبة أعلى من غيره، وخصوصاً إذا كان البطل، كما في حالة الجزائر. كذلك، إنَّ التعثّر في المباراة الأولى يمكن تعويضه، ولكنَّه لو جاء في مراحل متقدّمة، فإنّه يعني الخروج من المنافسة.

أيضاً، إنَّ المباراة الأولى تكون صعبة في كثير من الأحيان، وهذا ما اتّضح في هذه البطولة حتى الآن، من خلال المباريات الكثيرة التي كان الفوز فيها بنتيجة 1-0.

لكن ما يجدر قوله هنا بالنسبة إلى الجزائر في هذه البطولة، أنَّ لهذا المنتخب طموحَين في منافساتها، وهو ما ليس موجوداً عند غيره من المنتخبات.

بالتأكيد، إنَّ الطّموح الأول للمنتخب الجزائري هو الحفاظ على لقبه، ليبقى بطلاً للقارة الأفريقية، لكن هذا لا يمنع أن يكون له طموح آخر لا يقل أهمية، وهو عالميّ، بأن يصبح في المركز الأول التاريخي لمنتخب من دون خسارة. الإنجاز الأول كان في مباراة سيراليون عندما تساوى منتخب الجزائر مع منتخبَي البرازيل وإسبانيا في المركز الثاني بـ35 مباراة على التوالي من دون خسارة.

الإنجاز الثاني سيكون معادلة أو كسر الرقم القياسي لمنتخب إيطاليا الذي لم يخسر في 37 مباراة على التوالي، حتى خسارته أمام منتخب إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية 2021.

هو إنجاز أصبح قريباً جداً،وخصوصاً أنَّ منتخب الجزائر بات لزاماً عليه أن يفوز بمباراتَيه في الجولتين القادمتَين في دور المجموعات، أو على الأقل الفوز بمباراة والتعادل في مباراة ليتأهل إلى الدور الثاني.

هكذا، إنَّ منتخب الجزائر لديه الكثير مما يقوله في الملعب. في حال تعادل مع إيطاليا أو تخطاها، فهذا الإنجاز سيتحدث عنه العالم، ويفتخر به الجزائريون والعرب. وفي حال أضاف إلى هذا الإنجاز اللقب الأفريقي، فإنَّ ذلك سيفوق كلّ الأوصاف.