kayhan.ir

رمز الخبر: 144073
تأريخ النشر : 2022January02 - 20:06

بعين الله هذه الظليمة

مع ان المصاب الجلل والعظيم الذي الم بالشعبين الايراني والعراقي باستشهاد قادة النصر وعلى رأسهما الشهيدان سليماني والمهندس وهكذا شعوب المنطقة ومسلمي بل وجميع احرار العالم كان كبيرا وكبيرا جدا، لكن ما خفف عمق هذه الفاجعة بان دمائهم الزكية والطاهرة ستولد الرجال الرجال ومن ثم القادة الكبار الذين سيملؤون الفراغ الذي تركوه في قيادة جبهة المقاومة لمواجهة الاستكبار والصهيونية العالمية واسطولها في المنطقة الكيان الصهيوني المصطنع والغاصب لارض فلسطين المقدسة.

الشهيد قاسم سليماني الذي كان نتائج مدرسة الثورة الاسلامية لم يكن فارس الميدان فحسب بل كان فارس الدبلوماسية وخبير دهاليزها ايضا وهو لم يتخرج من اي من معاهد وجامعات الدنيا بل هو خريج مدرسة الاسلام العظيم الذي ان اخلص الفرد لله العظيم وهذا ما كان سجيته وخلقه وسيرته من اجل التفاني وبذل النفس لانقاذ الشعوب وهو يجسد انسانية الانسان بكل ما للكلمة من معنى، سيرفعه الله في الدنيا وهذا ما تجلى في عشرات الملايين التي شيعته في العراق وايران واذا ما قدر للموكب الجنائزي ان يمر بدولة ثالثة لتكرر هذا المشهد المهيب لما تركه هذا الشهيد المقدام من بصمات مضيعة في دول غرب آسيا وحتى دول اميركا اللاتينية دفاعا عن كرامتها وعزتها واستقلالها في مواجهة الهيمنة والهمجية الاميركية الغاشمة.

فالرجل بحق هامة وقامة كبيرة وهذا ما اكده الكثيرون بأنه القائد الاممي والشهيد والاممي لحضوره في كل ساحة كانت تستغيث فقد اوقف نفسه ونذرها للجميع بعيدا عن اديانهم ومذاهبهم وطوائفهم وقومياتهم من اجل رفع الآلام والمعاناة عنهم طلباً لرضى الله سبحانه وتعالى وليس لا شيء آخر ان كان جاهاً او مقاماً.

ان المعتوه ترامب الذي نفذ جريمته الكبرى هذه تحت ضغط الصهاينة بأمل انه سينتهي كل شيء وتزال الاخطار عنهم باستشهاد القائد سليماني لم يكن الا وهماً، حيث انقلبت الآية تماما بفضل دمه الزكي ودماء رفاقه الشهداء.

واذا اليوم نحن في الذكرى الثانية لاستشهاده واذ المقاومة بفضل الله هي اليوم اكثر حيوية ونشاطاً كما عبر عنها الامام الخامنئي لدى استقباله لعائلة الشهيد سليماني فها نحن نرى هزيمة اميركا المنكرة في افغانستان وهزيمتها المرتقبة في العراق وسوريا وهكذا انتصار فصائل المقاومة في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن السعيد. وبالطبع هذه دلالات واشارات واضحة على ان خطر الشهيد سليماني على اعدائه هو اليوم اكثر من "الفريق" سليماني اي ان ما بعد سليماني ليس كما قبله لانه اصبح الرمز والامل للشباب المقاومة الصاعد الذي يدافع عن كرامته واستقلاله وقراره الوطني عبر طرد الغزاة والمحتلين واول خطوة للانتقام لدماء الشهداء القادة هو اخراج الاميركيين من المنطقة ناهيك عن تنفيذ الاقتصاص الحتمي الآتي بعون الله من القتلة المجرمين والارهابيين.

اما المشهد الحزين والمؤلم الذي لازال يعتصر قلب الامام الخامنئي رغم مرور سنتين على فقدانه لشهيد المقاومة وشهيد القدس وشهيد دول غرب آسيا وجميع احرار العالم، له معنى ودلالة كبيرتين، فعندما استذكر احد مآثر الشهيد الخالد سليماني في تعامله مع عائلة احد الشهداء، خنقته العبرة وكأن غليله لا يشفى الا بانتقام فصائل المقاومة لدم الشهيد من اعدائه القتلة الآمرين والمباشرين والمشاركين وكأن سماحة القائد يستذكر نعي امير المؤمنين الامام علي (ع) حين اخبروه بشهادة مالك الاشتر والأسى يعتلج صدره؛ "لو كان جبلا لكان فندا" لذلك ستبقى بعين الله هذه الظليمة حتى نقتص من جميع القتلة المجرمين الذين تلطخت ايدهم بدماء القادة الشهداء.