kayhan.ir

رمز الخبر: 143061
تأريخ النشر : 2021December17 - 20:47

الفتى الذي غزا إنكلترا... أغويرو الذي لا يعوّض

سيرجيو أغويرو أعلن اعتزاله كرة القدم بعد مسيرة حافلة شهدت الكثير من الإنجازات، وستجعله خالداً في ذاكرة كرة القدم. ما هي أبرز إنجازاته؟ تعرّفوا إليها.

في عالم كرة القدم يحفر اللاعبون الكثير من الذكريات في أذهان عشاق الفرق التي يلعبون فيها، يدوّنون أسماءهم ويفتحون صفحات التاريخ في عالم الجلد المدور، ولا يشترط أن يكونوا من بين أفضل اللاعبين ليفعلوا ذلك، فأحياناً يكون هدف أو لقطة أو لمحة كافية لفعل ذلك، لحظات قصيرة تجعلهم محبوبين في صفوف العاشقين، فكيف إذا كانوا من بين الأفضل، وقادوا فريقهم نحو المجد والقمة؟

ولأن الأيام تمضي وتشهد الكثير من المتغيرات والأحداث، يأتي اليوم الذي يُقرّر فيه هؤلاء المتألقون في عالم كرة القدم الاعتزال، حين يتعب الجسد ويصبح قاصراً عن منحهم الطاقة الكافية لمتابعة المشوار، يتوقفون عن إمتاع الحاضرين بشغف لمشاهدة السحر الرياضي. وهنا، وفي هذه اللحظات، تكون الدموع رفيقة الكلمات، واليوم ستكون دموع محبّي سيرجيو أغويرو على وجناتهم، كما ذرف هو الدموع أثناء إعلانه اعتزال كرة القدم بشكل نهائي، بسبب مشكلة عدم انتظام في ضربات القلب، والتي ظهرت في آخر مبارياته مع ناديه الجديد برشلونة في الـ 30 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي أمام ألافيس.

عندما نتحدث عن أغويرو، نتحدث عن واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، خصوصاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، فمَن سينسى مِن مُحبّي كرة القدم هدفه في مرمى كوينز بارك رينجرز في موسم 2011-2012، عندما كانت المنافسة مع الغريم مانشستر يونايتد، وكان السيتي يحتاج إلى الفوز، فجاء هدف الفوز في الدقيقة الخامسة بعد التسعين بقدم أغويرو الذي احتفل كالمجنون عندما منح فريقه أول لقب في الدوري الإنكليزي بعد أكثر من 40 عاماً؟

أغويرو التاريخي... لا يعوّض

في آخر مباراة لعبها أغويرو (33 عاماً) مع مانشستر سيتي، قال مدربه بيب غوارديولا: "لا يُمكننا تعويضه"، وفي يوم وداعه قال بيب: "مارادونا غزا إيطاليا، ميسي فعلها في إسبانيا، وأغويرو في إنكلترا. الأرقام تتحدث عن نفسها". وبالفعل، ما قاله بيب قد يكون الأقرب إلى الحقيقة، أغويرو كان مبدعاً في مركزه، كان هدّافاً من الطراز الأول وفريداً من نوعه.

مسيرة طويلة لأغويرو بدأت في العام 2005 عندما ترفّع إلى الفريق الأول في إنديبندينتي الأرجنتيني، بعدها بعام واحد انتقل إلى إسبانيا وكانت الوجهة أتلتيكو مدريد، حيث قضى 5 سنوات، انتقل بعدها إلى مانشستر سيتي في العام 2011، المكان الذي لعب فيه لمدة 10 أعوام وحقق فيه الكثير من الإنجازات، قبل أن يرحل إلى برشلونة في الفترة التي كان يعيش فيها الفريق الكتالوني أياماً صعبة على الصعيد الكروي والاقتصادي والفني، ولكن من كان يعلم أنها ستكون النهاية للـ"KUN".

لعب أغويرو مع منتخب الأرجنتين 101 مباراة في مختلف المسابقات والمباريات الودية، سجل خلالها 41 هدفاً ولعب 10 تمريرات حاسمة، وفي سنواته الأولى دولياً، توّج بذهبية الألعاب الأولمبية في "بكين 2008"، وبكأس العالم للشباب مرتين (2005 و2007)، وبعد سنوات من الخيبات مع منتخب "التانغو" الأول، ابتسمت الكرة له ولمجموعة من زملائه، ليحصد لقب كوبا أميركا في الصيف الماضي. وفي إسبانيا تُوّج أغويرو مع أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي، ومع برشلونة لم يلعب سوى 5 مباريات، ولأنه "القناص" الذي لا يعرف إلّا أن يصيب المرمى، سجّل هدفاً مع برشلونة في الدوري الإسباني.

مانشستر سيتي... أغويرو "الذهبي"

أما بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي، فقد تمنّع عليه لقب دوري أبطال أوروبا، لكنه كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفريق الإنكليزي، ما يجعله أسطورة النادي الأولى. في مانشستر سيتي لعب أغويرو 390 مباراة سجل فيها 260 هدفاً ولعب 73 كرة حاسمة.

هذه الأرقام كلها جعلته يسير إلى عدد كبير من التتويجات مع الفريق الإنكليزي، إذ توّج بـ5 ألقاب في الدوري الإنكليزي الممتاز، ولقب في كأس الاتحاد الإنكليزي، و6 ألقاب في كأس الرابطة الإنكليزي، و3 ألقاب في الدرع الخيرية.

هذه المسيرة الرائعة لأغويرو في مانشستر سيتي، جعلت النادي يُعلن أنه سينصب تمثالاً للّاعب الأرجنتيني، سيُدشّن في العام 2022.

الكلمات قد تكون قليلة لتمنح أغويرو حقه كلاعب كرة قدم. سيرجيو كان مثالاً للّاعب المجتهد والمثابر، وكما قال بيب "لا يمكننا تعويضه"... وداعاً أغويرو.