kayhan.ir

رمز الخبر: 142775
تأريخ النشر : 2021December12 - 20:37

اميركا تطعن حتى باقرب حلفائها

ما يثير الدهشة والاستغراب بان حكام المنطقة خاصة اللاهثين وراء التطبيع لم يستفيدوا من دروس التاريخ وتجاربه وحتى الحديثة منها حيث يشهدوا بام اعينهم التكالب والجشع المفرط في  المعسكر الغربي للاستحواذ على المصالح فيما بينهم فكيف اذا لزم الامر ان يتعامل هذا المعسكر مع دول المنطقة وعلى سبيل الحصر نشير الى التعامل الوقح والمهين واللاانساني لترامب مع الملك السعودي الذي وصفه بالبقرة الحلوب ولو اكتفى بذلك لهان الامر بل اضاف بانه سيرمي به يرمي المنديل اذا جف ضرعه فهي اهانة واستخفاف ما فوقه من اذلال ولابد ان نشير الى قضية ثانية وهي ان بن سلمان اراد ان يعارض القرار الاميركي برفع سقف انتاج النفط فجاءته الصفعة مدوية عندما امر بايدن باستخراج خمسين مليون برميل من المخزون الاستراتيجي واوقفته عنده حده.

واليوم يتساءل الرأي العام العربي والاسلامي مع من يتعامل حكام المنطقة وكيف يضعون ليس كل بيضهم بل كل امكاناتهم ووجودهم ليس في السلة الاميركية والغربية بل حتى في السلة الصهيونية ولا يفكرون بمستقبلهم ومستقبل شعوبهم الذين سيدفعونه بهم نحو الهاوية.

والامر الاخر الذي يقلق شعوب المنطقة مدى افراط الحكام العرب في مراهناتهم على الغرب الذين يطعنون حتى باقرب حلفائهم و هذا ما تعاملت به اميركا مع فرنسا وطعنتها من الخلف عندما عقدت صفقة مع استراليا على حساب الغاء صفقة الغواصات الفرنسية مع هذا البلد مما تسببت بازمة سياسية مع اميركا لازالت  حتى الان عالقة بين البلدين.

ولم تطو بعد ملف بيع الغواصات الفرنسية الى استراليا حتى دخلت اميركا في منافسة جديدة مع فرنسا الهدف منها الغاء الصفقة مع اليونان، التي باعتها ثلاث فرقاطات بقيمة اكثر من تسع مليارات دولار.

يبدو ان واشنطن عقدت العزم  على مواجهة فرنسا في صفقاتها للسلاح دون مراعاة للمصالح والعلاقات معها ولا تعطي اية اهمية للطرف المقابل وهمها الوحيد هو مصالحها فقط و فقط وهذه هي المرة الثانية التي تدخل فيها اميركا على خط المنافسة المفتوحة مع فرنسا حيث وافقت الخارجية الاميركية على ابرام عقد مع اليونان لبيعها اربع فرقاطات مع عتادها بقيمة تبلغ اكثر من سبع مليارات دولار اضافة الى عقد آخر لتحديث البحرية اليونانية بقيمة 2 مليار ونصف المليار دولار.

فالخارجية الاميركية ذهبت في تعنتها وتجاهلها للمصالح الفرنسية الى ابعد ما يكون لتعلن بان الصفقة الفرنسية  اليونانية التي وقعت قبل ثلاثة اشهر بين مسئولي البلدين في باريس ليست نهائية وكأنها في سباق شرس لضرب المصالح الفرنسية في الساحة الدولية.

و لم يعرف بعد ما ستتمخض عن ازمة الغاء الفرقاطات الفرنسية لليونان على العلاقات المتوترة اساسا مع واشنطن و هل ستنجر هذه الازمة على حلف الناتو ام لا ؟! هذا ما ستكشفه الايام القادمة