kayhan.ir

رمز الخبر: 142114
تأريخ النشر : 2021December01 - 20:17

ايران تجني استحقاقاتها بارادتها المستقلة

مع بداية الجولة السابعة للمفاوضات النووية بين ايران ودول (4+1) عادت فيينا الى الواجهة لتكون القبلة التي تتوجه اليها الانظار ساعة بساعة بانتظار خروج الدخان الابيض  لكن مسار المفاوضات الجارية حتى الساعة لا تبشر بذلك نظرا للمماطلة الاميركية  برفع العقوبات كاملة ودفعة واحدة بل هي ذاهبة الى طرح مبادرات خادعة بتقسيط رفع العقوبات ولمدة ثلاثة اشهر على ان تجدد بعدها حتى انتماء دوره الرئيس بايدن دون معرفة ما ستؤول اليها الامور لاحقا وهذا ما ترفضه طهران جملة وتفصيلا ولا تقبل باقل من رفع العقوبات كاملة والتثبت من تحققها واعطاء الضمانات اللازمة بعدم تكرار الانسحاب الاميركي منها ثانية كما فعل ترامب.

وبعد ان تيقنت الترويكا الاوروبية في الجولة السابعة من مفاوضات فيينا بان ايران  لا تتزحزح عن موقفها في الغاء كل  الحظر دفعة واحدة اتصل الرئيس ماكرون هاتفيا بالرئيس ابراهيم رئيسي ليقنعه وعلى مدى ساعة ونصف الساعة بان تخفف ايران من لهجتها حول رفع العقوبات الا انه اصطدم بجدار  صلب من ان ايران "لا تلدغ من جحر مرتين". لكن ما كشفته هذه المكالمة التلفونية وللاسف كان مخزيا لفرنسا ولأمثالها حيث تعد نفسها من الدول الكبار ما قاله الرئيس ماكرون للرئيس رئيسي بان فرنسا لم تستطع مقاومة الضغوط الاميركية لكن ما هو ايجابي ونستشكفه من ذلك هو الاعتراف الضمني بان الحق مع ايران لكننا مقيدين بفعل هذه الضغوط وهذه نقطة سلبية تخدش السيادة الفرنسية واستقلال  قرارها المرتهن للخارج.

وليعلم القاصي والداني ان ايران لم ولن تكرر تجاربها المرة في المفاوضات النووية ولا تنخدع ثانية بالالاعيب الاميركية ومراوغاتها الخبيثة لتسويف المفاوضات على غرار ما جرى في الجولات الست التي شهدتها فيينا وهذا ما حذر منه بشدة مهندس السياسية الخارجية امير عبداللهيان بقوله ":بان نافذة المفاوضات لن تبقى مفتوحة الى الابد".

فعلى الترويكا الاوروبية التي تفاوض عن نفسها وعن الجانب الاميركي ان تزن الامور بموازينها  وتنظر الى هذا التهديد بجدية واهمية كبيرة وهكذا المجتمع الدولي ان كان حريصا على الاستقرار العالمي ان يمتلكا الجرأة والشجاعة الكافية للوقوف امام اميركا وغطرستها وافهامها بان تاخذ الدروس من تجارب التاريخ عسى ان تتعظ  منها بانه لايمكن لاية قوة في الارض مهما تفرعنت وتجبرت ان تكسر ارادة الشعوب وتجربتها الاخيرة في افغانستان لازالة ماثلة امام اعينها.

ولا ننسى ان نشير الى الارادة الايرانية الصلبة التي ترجمت على الارض في بداية الجولة السابعة لمفاوضات فيينا حين اطرت المفاوضات حصرا وحصرا بالملف النووي واسقطت كل المحاولات الاميركية وهكذا الاوروبية والصهيونية معهما المستمرة منذ سنوات بزج ملفات الصواريخ والمسيرات ودور ايران في المنطقة في المفاوضات. وهذا يعد انتصارا للدبلوماسية الايرانية ومواقفها المبدئية التي لا تحيد عنها مهما كلف الامر.

واليوم بشهادة الجميع من ساسة ودبلوماسيين ونخب واوساط اعلامية  بان ايران اليوم في وضع مريح وتمتلك الكثير من اوراق القوة عندما فصلت سياستها الخارجية وعلاقاتها الاقتصادية والتجارية عن الملف النووي وتأقلمت مع واقعها الاقتصادي رغم مصاعبها لكنها واثقة في النهاية بالنصر الالهي القادم ومن ثبات شعبها على تحمل الصعاب وعدم التفريط بالعزة والكرامة واستقلال القرار والسيادة الشعبية الدينية.