kayhan.ir

رمز الخبر: 140791
تأريخ النشر : 2021November10 - 20:08

العرب المنبطحين احوج الى دمشق وليس العكس

 

قد يستغرب البعض ممن التبست عليهم الامور من ان يتوجه في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة وزير الخارجية الاماراتي وعلى راس وفد رفيع المستوى  الى دمشق بعد مقاطعة دامت لعشر سنوات وكأنه يحرص على العلاقات الثائية فيما كانت هي شريكة في الركب الاميركي في شن الحرب الكونية على سوريا وان بدرجات متفاوتة، لكن ما يثير التساؤلات  لماذا الآن؟ وما هي دلائل هذه الزيارة وابعادها وخلفياتها؟ لكن ما هو مؤكد وقبل ان نخوض في التفاصيل يجب ان نقول بان المنطقة بما تشهده من تطورات جذرية لصالح محور المقاومة وساحاتها الممتدة من طهران الى بغداد ودمشق وفلسطين المحتلة وحتى اليمن السعيد مقبلة على مفاجآت لا تصدق لكن هذا ما سيحدث وسيشهده الجيل الحالي بام عينيه باذن الله.

فبعد ان تهاوت جميع المشاريع الاميركية في المنطقة واندحرت السعودية  في الساحات العربية الواحدة تلو الاخرى وهذا ليس تحليلا بل واقعا يلمسه الجميع اضطرت اميركا فتح الضوء الاخضر للعرب الذين قاطعوا دمشق للعودة اليها قبل ان تخسرهم وتخسر جميع مصالحها في المنطقة. فكما بالامس تحرك ملك الاردن بعد استئذانه بايدن صوب دمشق لترتيب العلاقات معها لما تملك مستقبلا من موقع انقاذي، تحركت هذه المرة  الامارات خاصة وانها تواجه ملفات خارجية معقدة كتورطها المباشر في الحرب الظالمة على اليمن وما سببته من خسائر فادحة لهذا البلد والاخبث من كل ذلك دورها الاحتلالي المقيت لجنوب اليمن وفتح الباب امام الصهاينة بانشاء قواعد عسكرية لهم في جزيرة سقطرى.

واما ملفاتها الداخلية الضاغطة عليها واهمها جماعة الاخوان المسلمين وعلاقة ذلك بقطر وتركيا دفعتها للتوجه الى دمشق لترتيب علاقاتها المستقبلية.وبالطبع ان القضية لن تتوقف عند الامارات بل ستلحقها بقية الدول العربية لطرق ابواب دمشق للحفاظ على مستقبلها ووجودها في المنطقة.

دمشق الواعية والعارفة بخفايا الامور وان تصفح حاليا خدمة للعلاقات الثنائية بين الشعبين ودعم ركائز الاستقرار والامن في المنطقة بهدف قطع يد الاجنبي عنها الا انها لا تطوي صفحات الماضي على طريقة عفا الله عما سلف ولابد من تعويض سوريا بما تحملته من خسائر فادحة ناهيك عن الانفس التي لا تعوض بأي شيء.

الوزير الاماراتي الزائر عبدالله بن زايد لدمشق وحسب بعض التسريبات حمل في جعبته قضية عودة سوريا الى الجامعة العربية وكأنه يتفضل عليها في وقت يعلم الجميع ان العرب بما تمتلكه دمشق من موقع متقدم في المنطقة ومحور المقاومة هم احوج اليها وليس العكس.

واخيرا وليس آخرا فانفتاح الامارات على سوريا يعني الانفتاح على جميع اطراف محور المقاومة التي تمسك حاليا بزمام الامور في المنطقة وهذا ما يؤكد ان اليأس والاحباط الشديدين اللذين اصابا الدول المطبعة ومنها  الامارات وما ستليه لاحقا من مضاعفات وتداعيات تحاصرها نتيجة شرنقة التطبيع دفعتها لان تتدارك مستقبلها ومصالحها قبل ان تزج نفسها في النفق المظلم.