التوازن مقابل محور المقاومة
لكن جزءًا آخر من ميل الرياض المتزايد للدخول في وادي تطبيع العلاقات مع الصهاينة يتجاوز الميول المتعطشة للسلطة لمحمد بن سلمان، ويرتبط بتقليص عامل الأمن السعودي في بيئة إقليمية ضد الأطراف المتنافسة. توقفت عسكرة المملكة العربية السعودية الآن بعد خمس سنوات من الحرب العبثية وإنفاق المليارات في اليمن، مما يترك السعوديين بلا خيار سوى قبول الهزيمة. على الرغم من أن الحرب اليمنية كانت نتيجة خطأ استراتيجي من قبل الحكام السعوديين الجدد وعديمي الخبرة حيث خدعوا بالمخطط الأمريكي الصهيوني، ومنذ البداية كانت هناك وجهة نظر غير واقعية في مقدمة القرارات الاستفزازية السعودية لغزو اليمن بأيام قليلة. كانت الرياض تنظر إلى الحرب اليمنية بعين المنافسة للمحور العام للمقاومة بقيادة طهران، وهذا يعني أن السعودية تشعر بالتهديد من تغيير ميزان القوى في المنطقة، خاصة مع وجود لاعب جديد اسمه "أنصار الله" بقدرات عسكرية عالية في معبر مائي جغرافي مهم، مضيق هرمز ومضيق باب المندب، وقريب من منشآت اقتصادية سعودية مهمة هي أرامكو النفطية. في هذا الصدد، يمكن ملاحظة أن السعوديين يرسلون إشارات تطبيع مع الكيان الصهيوني، بالتزامن مع محادثات خفض التصعيد مع إيران، والتي تهدف بشكل أساسي إلى الخروج من المستنقع اليمني، في إشارة إلى مساعي الرياض لإقامة توازن ضد محور المقاومة من خلال تحالف مع الصهاينة في المستقبل.
الوقت