محمد صادق الحسيني

فجأة ومن دون مقدّمات قرّرت السعودية المنكفئة عن لبنان، تصويب النار على كلّ شيء مضيء فيه.

استحضار كلام فيه موقف مشرف للزميل النبيل جورج قرداحي عن اليمن قاله وهو قبل أن يصبح وزيراً.

ومن ثم استعجال الرياض بإلحاق معركة الوزير بقرار ظالم وعبثي آخر باعتبار «القرض الحسن» مؤسسة إرهابية.

لا يقصد منه الإساءة للبنان والتعدي على كرامته والاعتداء السافر على سيادته فحسب .

المسألة أبعد من هذا ومن لبنان!

انهم يخوضون معركتهم الأخيرة مع اليمن المنصور بالله.

انهم يخسرون آخر معاقل الاحتلال والعدوان في مأرب.

 فتحرير مأرب معركة تشبه تحرير ستالينغراد من النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

لأنّ ذلك سيعني انّ صنعاء ستصل الى بحر العرب وتقطع الطريق على حلم آل سعود التاريخي بالالتفاف على مضيق هرمز ونقل خطوط نفطهم الى بحر العرب من خلال الهيمنة على أرض وقرار اليمنيين.

وعندما يسقط هذا الحلم تتقهقر الدولة السعودية العظمى عملياً وتعود الى )الدرعية(…

اليمنيون إذن ليس فقط يتجهون ليجعلوا النظام السعودي ينهار، بل ويحوّلون القبيلة الحاكمة في الرياض الى قبيلة آيلة للانقراض.

لذلك ترى ابن سلمان يتوسل جاك سوليفان الأميركي بأن يمنحه فرصة إضافية ليقوم بمهمة كيانه الوظيفية بالدفاع عن الكيان الصهيوني أمام زحف الأنصار الى مكة والمدينة، من خلال تزويده بمنظومة دفاع قوية بعد سحب الباتريوت.

للقبيلة الحاكمة في الرياض نقول:

لقد هُزم مشروع سيدكم من حدود الصين الى جبال الأطلس.

أنتم تقاتلون في الوقت الضائع… والشمس الساطعة من اليمن لا يمكن تغطية نورها بالغربال!

انتم تغطون هزيمتكم بمعارك وهمية كمن يقاتل من وراء جدر ومن وراء دخان يستعمله ستار.

جهدكم ضائع وأساليبكم للتغطية مفضوحة وحربكم العدوانية على اليمن خسرتموها وانتهى الأمر.

ولن تقاتل أميركا من أجلكم، لا في اليمن ولا في غير اليمن لأنها هي بالأساس منهكة ومهزومة في كلّ البحار الخمسة.

خذوا الدرس والعبرة من أفغانستان، واستعدوا لما بعد انقراض قبيلتكم وتفككها.

قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.

بعدنا طيبين قولوا الله…