صرخة حق ارعبت "سلمان" الجائر
مهدي منصوري
لو لم تكن صرخة الاعلامي جورج قرداحي التي قال فيها "ان العدوان على اليمن حرب عبثية محقة وصحيحة مائة بالمائة لما جاء رد فعل السعودية وحلفائها وعملائها بهذه الصورة التي شهدناها من خلال رد الفعل المتشنج للاعلام السعودي والماجور.
واللافت ان هذه الكلمة التي وقعت كالصاروخ المدمر على رؤوس السعوديين وحلفائهم لم تكن وليدة اليوم او ان جورج قرداحي ابتدعها من عنده، بل ان اغلب الاوساط الدولية بما فيها اميركا المجرمة التي حثت وارغمت السعودية والامارات على شن العدوان على ابناء اليمن الابرياء، ولما طال امد العدوان والذي كان في تصورهم انه سينتهي خلال اسبوع وتعود الامور الى مجاريها، انطلقت صرخات ابناء اسرة بني سعود ومن القصر الملكي السعودي مطالبة بايقاف العدوان لانهم ادركوا ان نتيجته وان طال سيكون وبالا عليهم وسيكلفهم ثمنا باهظا. ولو عدنا قليلا الى الوراء وبعد مرور شهر على العدوان لوجدنا ان وسائل الاعلام العالمية والمناطقية وصيحات المنظمات الدولية والحقوقية اخذت تطالب بايقاف العدوان السعودي الاماراتي الغادر الذي وصفوه بانه وصل الى مرحلة "الابادة الجماعية" لابناء اليمن ومن خلال القصف اليومي والعشوائي والذي شمل المدارس والمساجد والاسواق وغيرها بحيث تبين واضحا ان الحقد الجاهلي التاريخي المتاصل لدى بني سعود كان هو السبب لهذا العدوان وليس اعادة الشرعية كما ادعوا كذبا وزورا.
واليوم ماذا حدا مما بدا ان يكون رد فعل السعودية على صرخة جورج قرداحي المدوية بهذه الوحشية والهمجية. وكأن الامر كان مستورا أومخفيا وجاء هذا الرجل كشف ما كان مخفيا؟. وكما قيل في المثل "كاد المريب ان يقول خذوني" فان صرخة جورج قرداحي وبدلا من تدفع بحكام بني سعود والاماراتيين وغيرهم بالعودة الى العقل والصواب وان تكون دافعا لهم لاعادة حساباتهم من جديد والوقوف عند حدهم، ولكنه ثبت ان العدوان السعودي الغادر كان معدا مسبقا، اي ان جريمة بني سعود بحق الشعب اليمني جاءت مع الاصرار، والا لايعقل ان الحلول للازمة اليمنية قد اغلقت كل الابواب نحو الحل؟ وانها مستعصية لهذه الدرجة؟، لولا الاصرار السعودي على استدامتها وبدعم من اميركا وبعض الدول الغربية التي تلطخت ايديهم بدماء اليمنيين الابرياء من خلال استمرار تقديم السلاح والدعم اللوجستي اللامحدود وذلك من اجل اطالة امد العدوان.
واليوم وان شعب اليمني المقاوم الذي وصل فيه الى انهاء العدوان وبطريقته الخاصة من خلال المفاجأت المستحدثة والجديدة والتي لم يتصورها المعادين للشعب اليمني بحيث غيروا معادلة الردع الى درجة استطاع ان يكسب الجولة ولم يتبق سوى ايام وسيرى العالم ان اليمنيين الابطال قد حسموا امرهم وان مفتاح الحل سيكون بيدهم من خلال تحرير اخر قاعدة يستند عليها بني سعود وحلفاؤهم وهي مأرب التي ستتحرر وعندها سيرون انفسهم منصاعين اذلاء يلتمسون ابناء اليمن لايقاف العدوان وقبل ان يقع الفأس في الرأس وتنهار صروحهم على رؤوسهم ومن حيث يعلمون.