kayhan.ir

رمز الخبر: 139650
تأريخ النشر : 2021October24 - 20:22

محور يدعو للوحدة الإسلامية مقابل محور يدعو للفتنة والتطبيع!

دأبت الجمهورية الإسلامية في ايران منذ تأسيسها قبل نحو 43 عاما على الدعوة والعمل على جمع كلمة المسلمين وتوحيدهم يدا واحدة، في مقابل دول وادوات عملت على زرع التفرقة والعنف بين المسلمين وابناء البلد الواحد.

أحدث مساعي الجمهورية الإسلامية وليس آخرها، مؤتمر الوحدة الإسلامية الذي اقامته في طهران بنسخته الخامسة والثلاثين، وجمعت به عشرات القياديين والمفكرين الاسلاميين من مختلف البلدان العربية والإسلامية ومن مختلف الطوائف والانتماءات والقوميات.. مؤتمر تقيمه كل عام بمناسبة المولد النبوي الشريف، بمناسبة اسماها الامام الخميني الراحل (قدس) اسبوع الوحدة الاسلامية من 12 الى 17 ربيع الاول من كل عام.

اسبوع تتخلله مؤتمرات ولقاءات وخطابات وبيان ختامي، تدعو كل كلمات المشاركين فيه الى الوحدة ونبذ التفرقة وخطوات عمل للقضاء على كل ما يعكر صفو الامة الاسلامية ويفرق ابنائها، وكل عام يأتي المؤتمر في ظروف حساسة وصعبة تمر بها الامة ليعيد التوازن، ولو بشكل جزئي الى معادلات المنطقة، ويعيد البوصلة مرة اخرى الى فلسطين المحتلة التي تأخذ حيزا كبيرا من قضايا الامة الاسلامية، حيث يحاول الكيان الصهيوني وادواته في المنطقة وخارجها حرف هذه البوصلة عن القضية الاساسية.

الجمهورية الاسلامية لطالما سعت الى هذا الهدف النبيل، وأسست مجمعا للتقريب بين المذاهب واقامت مؤتمرات ومؤتمرات، واتخذت خطوات جادة وصارمة داخل البلاد ضد كل من يحاول بث الفرقة والفتنة، وسارت على نهجها في وسائل إعلامها المرئية والمسموعة والمقروءة.

الجمهورية الإسلامية دعمت الشعوب المظلومة وحركات المقاومة ضد لارهاب وقوى الاستكبار، بغض النظر عن اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم، وهذا تجلى في العديد من الميادين، خاصة في فلسطين والعراق وسوريا، ويشهد لها بذلك القاصي والداني، وهو ما ازعج دول الاستكبار كثيرا وجعلها تنتقم من الجمهورية الإسلامية وتفرض عليها اجراءات حظر وحروبا اقتصادية وارهاب، خاصة بعد ان تفشل ادواتها بالمنطقة في خططها الخبيثة.

المشاركون في مؤتمر الوحدة الاسلامية لهذا العام، كما في كل عام، عبروا عن مواقفهم وآرائهم واجتمعوا ببعضهم ومع المسؤولين الايرانيين، وكان مسك الختام لقائهم مع قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي الذي استقبلهم اليوم الاحد ووصف وحدة المسلمين بأنها فريضة قرآنية مؤكدة.

وقال السيد الخامنئي ان سبب تأكيدنا في الجمهورية الإسلامية على وحدة المسلمين هو أن هناك جهوداً متواصلة لبث الخلافات بين الشيعة والسنة، مما تم طرح قضية السنة والشيعة في الأدب السياسي الأمريكي منذ عدة سنوات.

وصرح قائد الثورة الاسلامية ان المرتزقة الأمريكيین سيبثون الفتنة في العالم الإسلامي أينما استطاعوا. وافضل مثال على ذلك هو الأحداث المأساوية في أفغانستان والتي انفجر خلالها مسجدين بينما كان المسلمون يؤدون الصلاة.

واعتبر ان العامل الرئیسی للتفجیر كان داعش وهي نفس المجموعة التي اعلن الديمقراطيون الأمريكيون بصراحة أنهم أنشأوها، لكنهم اليوم ينفون ذلك.

وفي جانب اخر من كلمته وصف سماحة قائد الثورة الاسلامية محاولة بعض دول المنطقة في تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب بأنها خطأ كبير، داعیا هذه الدول إلى التخلى عن أعمالها المناهضة للوحدة الإسلامية تعويضا عن اخطائها الكبيرة.

في الجانب الآخر هناك دول عملت على تفريق المسلمين ودق اسفين في جدار وحدتهم، وذلك عبر مختلف الوسائل والمؤامرات، ولم يكن هناك فرق لدى هذه الدول في ان يذهب ضحية مخططاتها عشرات بل مئات آلاف الضحايا المدنيين الابرياء او تدمير بلدانهم ومستقبلهم وبناهم التحتية، وما داعش والقاعدة إلا مثال على الادوات التي تم استخدامها لتدمير البلدان الاسلامية وقتل شعوبها وتشويه دينهم وقيمهم، حيث ان هذه الجماعات الارهابية تخرجت من مدرسة واحدة، وهي الوهابية التي تكفر كل اطياف المسلمين تقريبا، فما بالك بالمسيحيين ومعتنقي الاديان الاخرى.

هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي نشرت الدمار والفرقة في العديد من الدول المسلمة كالعراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا وافغانستان اخيرا، لاضعافها وانهاء كل مظاهر الحضارة لديها عبر بث التفرقة.

اللافت ان كل الدول التي سعت لبث التفرقة والفتنة بين المسلمين هي طبعت علنا ورسميا مع الكيان الاسرائيلي المحتل للارض العربية والاسلامية ومقدساتها في فلسطين المحتلة، وتعمل جاهدة على كافة المستويات للضغط على حكومات الدول الاسلامية لتحذو حذوها وتطبع هي الاخرى علاقتها مع هذه الغدة السرطانية.

مهما طال الزمان او قصر ومهما تكالب هؤلاء على الاسلام وبلدانه، ستبقى يد الله هي العليا...