مأرب ستغير خريطة المنطقة
مهدي منصوري
أجمعت مراكز التحليل السياسي والمراقبون ان التحولات المتسارعة في خريطة السيطرة والنفوذ في مأرب أثبتت الموقف الهش للسعودية وعملائها التي يطلق عليها الشرعية اليمنية المتمثلة بحكومة هادي وزمرته الخيانية.
ولمأرب اهمية استراتيجية بالنسبة لانصار الله اذ تعتبر اخر معقل لمرتزقة السعودية وهادي ولذلك فان الطرفين قد وضعا كل اوراقهما لان ينظر المجتمع الدولي اليها لانها ستكون خط النهاية المحتمل لانهاء عدوان غادر على ابناء اليمن من قبل اميركا والسعودية.
وقد اشارت بعض الاوساط الاعلامية المرتبطة بأميركا والسعودية ولاحت باللائمة على ماتسمى بالشرعية معلقة على الانتصارات التي حققها الحوثيون والذي سببه الاداء الباهت الذي مارسته الشرعية في مختلف مناطق مأرب مما يعكس انهم يحاولون طمس الحقيقة المرة وهي ان ابناء اليمن الاحرار من انصار الله والجيش اليمني وبفعل التحركات القوية العسكرية والتي اخذت تسترد منطقة بعد اخرى مما عدته اوساط عسكرية انهزام حقيقي لدول العدوان، وكما هو معلوم من خلال قراءة سريعة للاحداث ان سقوط مأرب لم يتبق منه الكثير والذي سيحدث ضجة مدوية وصارخة لتضع المعتدين في موقف صعب جدا امام شعوبهم والمجتمع الدولي.
والملاحظ ان حالة الانهزام التي يعيشها معسكر السعودية والذي بدأ يدرك ان هزيمة مارب قريبة اخذت توجه الامر ومن خلال التصريحات الاعلامية معترفة بقدرة وقوة الحوثيين بالقول "ان موازاة التفوق العسكري الكبير للحوثيين سواء في ادخال الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الى خط المعركة وانتساب المزيد من الخبرات والمقاتلين عما كان عليه الامر في عام 2015 ساهم في ضرب معنويات المرتزقة والعملاء من الجيش"، واشارت وسائل الاعلام ان الانتصارات الحوثية شكلت ضربة معنوية لقبائل مارب واكدت في تقريرها ووفقا لمصادر قبلية في مارب ان الفجوة قد اتسعت بينهم وبين عملاء السعودية بشكل اكبر خلال الشهرين الماضيين خاصة منذ تحويل الحوثيين دفة المعركة من الاطراف الغربية في صرواح الى الاطراف الجنوبية في رحبة مما ادى الى ان تسحب القبائل غالبية مقاتليها من جبهات مارب للدفاع عن معاقلها والذي خلق ثغرة كبيرة في محور بيحان بحيث استفاد الحوثيون من هذا الوضع لينقضوا على ثلاث مديريات شرقي شبوة.
وبطبيعة الحال ان سقوط مارب سيغير المعادلة والمواقف الدولية في الملف اليمني اذ ستكون مداخل التفاوض مختلفة بعد ان يصبح الحوثيون اصحاب اليد العليا والصوت الاقوى على طاولة المفاوضات.
واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان السعودية وحلفاءها يحاولون جهد امكانهم ومن خلال ادخالهم الاسلحة الحديثة ان يوقفوا التقدم السريع للحوثيين ولكن ومن الملاحظ وكما هو على الارض ان حالة الانهزامية والتمزق في محور السعودية سواء لدى ابناء مارب والقبائل سوف لن يسعفهم في تحقيق اي من اهدافهم الاجرامية ولذا فانه ومن خلال المعطيات نؤكد ان مارب ستكون في متناول الحوثيين ان لم يكن اليوم فغدا وعندها سيكون لكل حادث حديث.