محادثات مباشرة بين أميركا وطالبان.. هل تستطيع أميركا لملمة هزيمتها؟
ما تزال أصداء الهزيمة الأميركية والإنسحاب المذل للقوات الأميركية من افغانستان تتردد على آذان العالم ، بل ,ماjزال الطريقة التي تلاقف بها أعضاء الإدارة الأميركية لهذه الهزيمة حاضرا في أذهان الكثيرين.
وبعد أن أقر الأميركا بهذه الهزيمة على كافة الأصعدة وأقروا بمقدار الخسارة المالية التي تحملتها الولايات المتحدة الأميركية دون أي جدوى سوى تدمير أفغانستان واراقة دماء الأبرياء فيها، ها هي اليوم تبعث بوفد رفيع إلى الدوحة للحوار مع طالبان في محاولة يراها المراقبون تهدف للملمة الهزيمة الكبيرة التي تلقوها في أفغانستان.
الوفد الأميركي حط في العاصمة القطرية زيارة تستغرق يومين للقاء وفد طالبان الموجود في الدوحة في لقاء يعد أول لقاء مباشر رفيع المستوى بين الجانبين منذ الانسحاب الأميركي، وعلى الرغم من أن الخارجية الأميركية أعلنت ان القاء لا يتعق بالاعتراف بحكومة طالبان او ضفاء شرعية عليها، إلا ان المتابعين يرون أن هذه اللقاء ليس سوى مناورة أميركية للسيطرة على القرار في أفغانستان من خلال نافذة مختلفة.
وبحسب وسائل إعلام فإن وفد طالبان يرأسه وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي إلى جانب مدير الاستخبارات ومسؤولين آخرين وسيركز الوفد الأفغاني على مسألة رفع التحذيرات المالية.
ويذكر أنه في جلسة أمام مجلس الشيوخ بشأن الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان في الشهر الماضي، اعترف قادة عسكريون في وزارة الدفاع الأمريكي بأخطاء في التقدير أدت إلى "فشل استراتيجي'' في البلاد مع استحواذ حركة طالبان على السلطة في كابول دون صعوبات بعد عشرين عاما من الحرب، وأشار قائد أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية قبل ثلاث سنوات ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني بحسب ادعائه.
فيما دافع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في الثالث عشر من الشهر الماضي عن الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان، في أول شهادة رسمية له في هذا الصدد أمام أعضاء في الكونغرس منذ جلاء القوات من هناك، وهذا إنما يعكس مدى تصدع الإدارة الأميركية في التعامل مع هذا الملف كما الكثير من الملفات الأخرى التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة لتكون بحسب المحللين بمثابة لإعلان عن تقهقر أميركيا وانهيارها.