العراقيون ونصرة محور معاداة أميركا
مهدي منصوري
ما افرزته اول انتخابات برلمانية بعد سقوط الصنم الصدامي من نتائج اذهلت بل ارعبت اميركا وحلفاءها لانها ابرزت صورة لم تكن في حسبانهم او كانت ولكن لم يتوقعونها الا وهي ظهور االغالبية الشيعية في مجلس النواب والتي تستطيع حسب نص الدستور العراقي ان تدير الحكم القائم، مما دق هذا الامر ناقوس الخطر لدى اميركا وحلفائها. وبذلك ومنذ الوهلة الاولى اخذوا يضعون الخطط الواحدة والثانية والثالثة وغيرها من اجل ان لا تاخذ العملية السياسية الجديدة مسيرتها باطمئنان. لانهم يدر كون جيدا ان اواصر الاخوة بين الشعبين العراقي والايراني وفيما اذا اخذت ماخذها سيكون من نتائجها تشكيل قدرة شعبية قوية تملك من الامكانيات البشرية والثروات الطبيعية بحيث تستطيع فرض ارادتها على المنطقة.
ومن هنا لابد من العودة الى الماضي قليلا عندما قام الشعب العراقي بانتفاضته الشعبانية المباركة والتي كادت ان تطيح بنظام صدام المقبور جاء الدعم الاميركي السعودي واجهض هذه الانتفاضة المباركة لكي لاتصل الى هدفها، ونشير هنا انه وعندما زار وفد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية آنذاك السعودية وكما نقل احد اعضاء هذا الوفد انه سأل احد الضباط السعوديين الكبار المرافقين للوفد عن سبب تقديم الدعم لبقاء صدام ضد ارادة الشعب العراقي المنتفضة جاء جواب هذا القائد العسكري السعودي "لاننا لا نريد ان نرى ايران ثانية في المنطقة".
ومن هنا فان اميركا والسعودية وعملاءها عملوا وبذلوا كل امكانياتهم وطاقاتهم للفصل بين الشعبين العراقي والايراني وكان مسار عملهم يسير على خطين متوازيين الاول هو خلق اجواء امنية غير مستقرة في الداخل العراقي من خلال عمليات التفجير بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي استهدفت المدنيين العزل محاولة منهم لايجاد حالة من الاحتراب الداخلي العرقي أوالمذهبي وبهدف منع شركات الاستثمار العالمية من الدخول الى السوق العراقي والقيام بالاعمار الذي كانت اميركا سبب في تدمير بناء التحتية من خلال قصف طائراتها اليومي ابان حكم صدام المقبور، وذلك بايجاد تيارات سياسية مصطنعة ومنظمات مجتمع مدني ممولة لتفتيت وحدة الشعب العراقي خاصة المكون الشيعي وزرع اجواء العداء بين الشعبين العراقي والايراني، ولكن هذه المحاولات لم تعط ثمارها بل على العكس زادت من تلاحم الشعبين خاصة عندما ارادت اميركا وبصناعة تنظيم داعش الارهابي لافشال العملية السياسية لكي تأتي بعملية على مقاساتها. الا ان كل هذه المحاولات قد فشلت بسبب دحر داعش الارهابي على يد قوات الحشد الشعبي الابطال والدعم الايراني اللامحدود له بعد خذلان اميركا للجيش العراقي بعدم تقديم طلقة واحدة لتساعدهم في محاربة ومواجهة داعش.
وبالامس جاءت الصفعة القاتلة للمحور الاميركي عندما ظهرت نتائج الاقتراع الخاص للقوات العراقية والتي ظهرت نتائجه مخيبة لامال اعداء العراق بانتصارهم لمحور معاداة اميركا المجرمة وحلفائها وذيولها وعملائها.
واليوم والعراقيون سيلبون توجيه المرجعية بالمشاركة الواسعة والواعية وسيخوضون معركة انتخابية جديدة قوية وسيهبون ويندفعون بقوة وبقدرة اعلى واوسع على صناديق الاقتراع من اجل ان يعززوا نتائج الاقتراع الخاص ويرسموا خريطة جديدة مفادها ان العراق لم يكن بعد اليوم مرتعا او ملعبا لاعدائه الذين كانوا سببا في افقاره وتجويعه واستعباده وقهره وسلب ارادته واستقلاله.