kayhan.ir

رمز الخبر: 137854
تأريخ النشر : 2021September19 - 20:18

أصل السيادة حق الحياة يا دولة الرئيس

غالب قنديل

لم يكن الرئيس نجيب ميقاتي موفقا في تعليقه على قوافل الإغاثة الإيرانية القادمة بالرعاية السورية عبر الحدود وبتدبير موفق ومتقن من قيادة حزب الله أشرف عليه الأمين العام السيد حسن نصرالله فالإغاثة الأخوية التي تلقفها اللبنانيون بفرح ولاقوا بشائرها بالاحتفال في قراهم وبلداتهم هي رسالة حياة ولو استطاعوا لرفعوا الزينة في كل مكان لكن تعليمات قائد المقاومة قضت بمرور الحدث بهدوء وترك النتائج تتكلم عن حقيقة الإنجاز وأهميته.

أولا وصف السيد رئيس الحكومة عبور القوافل بأنه انتهاك للسيادة وأول السيادة حق الحياة بكرامة ولم يكن يضيره بدلا من هذا التصريح غير الموفق لو أصدر قرارا عن رئاسة مجلس الوزراء بإعفاء الشاحنات من أي رسم في الدخول والخروج لكان لاقى اشادة شعبية وسياسية عابرة للطيف الوطني ولكن كلامه جاء عكس سير الفرح الغامر الذي لاقى به الناس الصهاريج القادمة عبر سورية ببشائر الحياة والعمل وفرص تحريك عجلة الاقتصاد والإنتاج المعطوبة والمعطلة ويبدو أن الرئيس النجيب لم يلتفت او لم يجد من يلفته إلى حراجة اللحظة الخانقة التي ركب فيها سكة معاكسة لانفعالات الناس وفرحهم ببشائر الفرج ولم يجد نصوحا بقربه يخفف من حدة العبارة ومغالاتها وغربتها عن الناس في اختناق المعاناة وكم كانت ستلاقي الترحيب لفتة ممكنة للرئيس ميقاتي بقرار اعفاء عبور الصهاريج من أي رسم بل والأمر يستحق مبادرة حكومية لمكافأة السائقين الذين قادوا الشاحنات إلى لبنان وكم كان الرئيس ميقاتي سيلقى من الشكر لو طلب تنظيم استقبال رسمي لائق للقافلة ولسائقيها.

ثانيا إن اعتبار دخول الشاحنات انتهاكا للسيادة الوطنية هو مثل توصيف المقاومة بأنها تستخدم السلاح لمقاتلة المحتل الغاصب دون ترخيص مسبق ولا نعرف أين كان المستشارون عند وقوع هذه الهفوة الخطيرة ولكنهم يتقنون التشريفات والاحتفالات وهم في الحشرة مثل مستشار الباذنجان الشهير وكان دولته في غنى عن قول ما قال وكم كنا نفضل لو اكتفى بكلمات متحفظة من نوع ان المهم هو أن تتراجع المشاكل الخانقة ويرتاح الناس من ضغطها ولا نعرف لم خانته الفطنة والقدرة على الموالفة والسير بين النقاط وهي سمة مميزة في شخصيته ونهجه السياسي الذي اختار له الوسطية عنوانا فلم أراد ان يبدو متطرفا منحازا دون مبرر وعلى الرغم من إيجابية حزب الله السياسية والعملية وكل التسهيل الذي يضمنه حلف المقاومة السياسي للحكومة ورئيسها منذ تكليفه الذي ترك صدى طيبا أظهرته مواقف وبيانات معلنة ونتساءل أين هي قيمة شكليات الترسيم والإذن المسبق امام أهمية تخليص الناس من ذل الطوابير ومخاطر اختناق المرضى وموت الأطفال والكبار منهم في غرف الإنعاش؟.

ثالثا رغم هذه الهفوة ما زال الواجب الوطني يقضي باحتضان الحكومة ودعم جهودها لمعالجة المشاكل الضاغطة واحتواء مصادر المعاناة للتي يشكو منها الناس وهم الأصل والمرجع في أي حساب سياسي ونتوقع من الرئيس ميقاتي ورشة مفتوحة للتعامل مع الهموم المعيشية والاقتصادية وعقد جلسات متواصلة لاتخاذ القرارات المناسبة فور نيل الثقة النيابية وانتهاء مرحلة الانتظار الطبيعي وهو يحظى بدعم سياسي وشعبي كبير يعرف حجمه وقوته ويمكنه التحرك بكل زخم مع فريقه الوزاري لوضع اجندة اولويات تغطي هموم الناس الرئيسية وتواكبها والناس تسأل اليوم عن الخبز والغذاء والدواء وهموم عام دراسي جديد يقترب مع نذر ارتفاع جنوني في أسعار الكتب والقرطاسية وسائر اللوازم المدرسية اضافة إلى هموم النقل التي تلاحق اليوميات كلها وتطال سائر الفئات وجميع المهن في غياب كلي لشبكات النقل العام على النطاق الوطني ونرجو ان يضع الرئيس ميقاتي وفريقه الوزاري أجندة واقعية وعملية تحتوي المعاناة وتوفر الفرص للحلول والمخارج المناسبة وسيكون أقل الواجب الوطني مؤازرة الحكومة ودعمها في كل مسعى جدي وإيجابي والتنويه بإنجازاتها لحثها على المزيد وانتقادها حيث يلزم لمطالبتها بتخطي الهفوات وتجاوز الأخطاء.