اوراسيا ريويفو؛ انعكاسات السيناريو الافغاني على التقارب الايراني الروسي
طهران/كيهان العربي: تتفاعل الاحداث مسرعة في افغانستان بعد مجيء حركة طالبان لسدة الحكم مما كشف عن تقارب ايراني روسي.
وقد ابقت طهران وموسكو سفاريتهما مفتوحة في كابل ولم تقدما على اجلاء رعاياهما. ويبدو ان البلدين توصلا الى نيتجة بان سيطرة حركة طالبان حقيقة على الارض لابد منها.
وبالتزامن مع تقارب روسية وايران والتعاون المشترك بينهما في عدة مواضيع اقليمية والسعي للاستفادة من الفرص الجيوسياسية بعد ان فشلت اميركا في التعامل مع المجاميع المختلفة.
ان الخروج المهين للقوات الاميركية من افغانستان قد افرح موسكو اذ مازالت تتذكر فشلها في افغانستان بسبب تدخل اميركا خلال الحرب الباردة، ومن هنا فان روسية ترى ان التغييرات الجارية في افغانستان هي فرصة تاريخية لتصفية حسابات الحرب الباردة مع اميركا وحلف الناتو. وبالنسبة لايران فان خروج اميركا له اهمية فائقة، اذ ان سياسة طهران الاقليمية تبتني على ابعاد اميركا من مناطق نفوذها.
كما وستستفيد روسية وايران من تعهدات طالبان لضرب داعش وكبت تحرك القاعدة وانهاء تهريب المخدرات وضبط الحدود. وهذه التعهدات هي جزء من مساعي طالبان لتغيير صورتها في الداخل والخارج، على العكس من السابق فهي تبحث عن تاييد دولي للحؤول دون صراع آخر كالذي حصل عام 2001 بعد هجمات الحادي من سبتمبر.
وبالرغم من كل ذلك فان خروج القوات الاميركية لا يعني انها تركتها لخصومها. فالبعض يرى ان خروج اميركا من افغانستان جزء من ستراتيجية متعمدة لنقل مصادرها العسكرية الى الشرق ومحاصرة روسية والصين في البر والبحر. وفي ظل هذا التحليل ستحول اميركا افغانستان الى بؤرة للازمات والارهاب وتهريب المخدرات مما ينعكس على ايران وروسية.
من هنا فان ايران وروسية يسعيان لتشكيل حكومة مستقرة في افغانستان للحؤول دون هذه الانعكاسات الخطرة.