لا السعودية أقوى من أمريكا ولا اليمنيين أقل بأساً من الأفغان
يبدو ان هناك من بدأ مبكرا من الامريكيين بقراءة الدرس الافغاني بصورة معمقة، وهو درس يقوم على فكرتين، الاولى ان القوة العسكرية المجردة، مهما بلغت، لا يمكن ان تحدد مصير المعارك والحروب. والثانية، هي ان ارادة الشعوب، هي من تمتلك وحدها تحديد مصير المعارك والحروب، ولو بعد حين.
من الامريكيين الذين استوعبوا فصولا من الدرس الافغاني، السفير الأمريكي الأسبق في السعودية تشارلز فريمان، الذي وجه نصيحة للسعودية حيث دعاها للاعتراف بالهزيمة والانسحاب من اليمن، وإلا لن يدعها انصارالله تتراجع دون أن يطالبوا بقدر كبير من الاذلال في المقابل.
السفير فريمان الذي كان يشغل ايضا منصب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الأمن الدولي، حاول ان يبرر نصيحته للسعودية ، في لقاء اجرته معه صحيفة "كرادلي" الامريكية ، بقوله ان المصلحة الوحيدة لامريكا في اليمن، بخلاف الرغبة في كبح الهجمات من أراضيها، كانت إظهار الدعم المستمر للسعودية لتعويض تدهور الجوانب الأخرى للعلاقة الأمريكية السعودية.
وتذرع فريمان ايضا في تبرير نصيحته للسعوديية، بعدم وجود دعم شعبي في امريكا لمساعدتها في حربها على اليمن، وفي المقابل يوجد هناك معارضة كبيرة في امريكا لمساعدة السعوديين على مواصلة مغامراتهم في اليمن.
لسنا بحاجة لسرد كم هائل من القرائن والادلة، لفضح تبريرات فريمان، واثبات انها بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فامريكا كانت ومازالت منخرطة بشكل كامل في العدوان السعودي الاماراتي "الاسرائيلي" على الشعب اليمني، فالسعودية عاجزة عن مواصلة عدوانها على اليمن لاسبوع واحد فقط بدون مساعدة امريكا وبريطانيا و"اسرائيل"، وان امريكا لم تأخذ يوما الرفض الشعبي الامريكي للحرب على اليمن بنظر الاعتبار حيث تجاهلته بالمرة، لانها تعتبر العدوان على اليمن يصب في مصلحتها ومصلحة "اسرائيل".
كان على فريمان، ان يبرر نصيحته للسعودية، باعلان هزيمتها وانسحابها من اليمن، بالانسحاب الفضائحي لبلاده من افغانستان، بعيدا عن كل هذا اللف والدوران العبثي، فدرس افغانستان هو افضل درس عملي لزعماء السعودية، فلا السعودية اقوى من امريكا ولا اليمنيين أقل بأسا من الافغان، كما ان اليمن كأفغانستان، كانت ومازالت مقبرة الغزاة.