اميركا تحترم كلابها وتحتقر عملاءها
مهدي منصوري
ما شاهده العالم بالامس القريب من التصرف الاميركي تجاه عملائه وخدامه والمواطئين له في السيطرة على بلدانهم وثرواتها انه فضل كلابه ومنحهم الاحترام والتقدير في اجلائهم من افغانستان وترك هؤلاء الاذلاء يلوذون من دون اي احترام وتقدير بل وجعلهم اشلاء ممزقة عندما رمت بهم الطائرات الاميركية من بعد.
وقد اشار مراقبون ان هذه الصورة الحقيقية والواقعية للسياسة الاميركية التي ترى في عملائها من الشعوب سوى حثالات لا يستحقون الاحترام ولو أن الحادث لم يظهرعلى العيان لما استطاع الكثير ان يطلع عليها ويعيشها على الواقع.
وهناك تساؤل كبير وعريض قد ارتسم على شفاه الكثيرين وبعد هذه الحادثة، هل فكر عملاء اميركا وخدامها في دول المنطقة من رؤوساء وخونة لشعوبهم ماذا سيؤول مصيرهم فيما اذا انسحبت اميركا من المنطقة عاجلا او آجلا ؟، وهل فكروا في ايجاد ملاذ او ملجأ يمكن ان يحميهم من غضبة الشعوب ان تركتهم اميركا في العراء؟.
ولذا فان المسالة ليست تقع ضمن الامنيات، بل ان الواقع المعاش اليوم قد اثبت ان اميركا لا مكان لها في المنطقة وان الادارة الاميركية بسياسييها وقادتها العسكريين وغيرهم قد وصلوا الى قناعة من انه لابقاء لهم وعليهم ان يرحلوا يوما ما، لان تجربة افغانستان اثبتت ان الخسائر التي بلغت تريليونات الدولارات والتي امتدت على مدى اكثر من عقدين من الزمان كما ذكر الرئيس الاميركي بايدن لم تستطع ان تثبت لهم قدما في هذا البلد رغم ان القوات لم تواجه مقاومة شرسة كما في بعض ابلدان الاخرى كالعراق وسوريا وغيرها. وادركت اميركا ان مشروعها في المنطقة واجه الفشل الذريع بحيث لم تتمكن ان تجد من يحميها من غضبة الشعوب الرافضة لوجودها.
اما ما حدت في افغانستان فانه سيناريو قد اعدت خيوطه وفصوله وبصورة متقنة اثبت ان طالبان واميركا هما حليفان وشريكان وخططا للوصول الى هذا الهدف بهدوء وحذر شديدين، وكذلك اثبت ان اليافطة العريضة التي اختفى وراءها الاميركان في خداع الشعوب للسيطرة على ثرواتها من انها جاءت من اجل تحريرهم والدفاع عنهم من الارهاب قد تمزقت بالامس في افغانستان شر ممزق لان المجاميع الارهابية وكما هو معلوم للجميع هي صناعة اميركية بامتياز وقد دام استمرارها بتمويل من بعض مشيخات دول الخليج الفارسي كالسعودية والامارات وغيرها.
اذن وفي نهاية المطاف لابد من الاشارة وارسال رسائل التحذير الكبرى لكل العملاء وخونة الشعوب الذين وطأوا لاميركا التواجد على اراضيها ونهب خيرات وثروات شعوبها وعبثت بامنهم واستقرارهم عليهم ان يعدوا العدة لذلك اليوم الذي تتخلى فيه عنهم اميركا وترفع الغطاء وتنكشف عوراتهم كما فعلت بمبارك وابن علي و صدام وبالامس في افغانستان ان يتلاحقوا الامر قبل وقوع الفأس في الرأس، وان ذلك ليس ببعيد خاصة وان المقاومة الباسلة قد اعدت العدة لمواجهتها وطردها واخراجها بالقوة ان لم تستعجل في اخراج قواتها احياء لا جثث هامدة. لان التي تفضل كلابها على عملائها وخدامها ستقوم بنفس العمل تجاههم وكما اعلنه السفير الاميركي في بغداد تولر في تغريدة له .