kayhan.ir

رمز الخبر: 135524
تأريخ النشر : 2021August06 - 20:02

رسائل رئيسي الداخلية والخارجية.. لماذا أجلس الإيرانيون صقور المقاومة في الصف الأول؟

 

 

فاطمة عواد الجبوري

بحضور 115 شخصية أجنبية رفيعة المستوى أدى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية في مجلس الشورى الإسلامي. وألقى رئيسي خطابه الأول بصفته رئيسا لإيران. حمل الخطاب رسائل متعددة للداخل والخارج لا بد من الوقوف عليها وتحليلها نظراً لأهمية هذه الرسائل.

فللداخل أكد رئيسي على أنه الرئيس المنتخب لإيران وبأن البلاد تمر بمرحلة صعبة في مواجهة جائحة كورونا. إذ أن إيران تشهد اليوم نسب مرتفعة للغاية من حالات الإصابة والوفيات نتيجة جائحة كورونا.

إن بلداً كإيران يعتمد على التصنيع المحلي والجهود الذاتية بذل قصارى جهده لمواجهة الجائحة، كما كان هذا البلد الإسلامي البلد الأول في المنطقة الذي يُصنّع لقاحه الذاتي وبجهود محلية. إلا أن العقوبات الأمريكية الظاملة بحق الشعب الإيراني حالت دون أن تتمكن إيران من استيراد ما يلزمها من المنتجات الطبية واللقاحات. ولا فرق يُذكر أبداً بين دونالد ترامب وجو بايدن من ناحية تعطشهم لدماء الشعب الإيراني.

على المستوى الاقتصادي دعا رئيسي إلى دعم الصناعات المحلية والاعتماد على الذات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما دعا إلى مكافحة الفساد داخل الأوساط الحكومة، وهو الذي له باع طويل في ملف مكافحة الفساد.

ونظراً لأهمية الملفات الخارجية أولى رئيسي اهتماماً واضحا بالملف الخارجي، فكانت أولويته كما قال هي دول الجوار. فقد كرر رئيسي بأن قوة إيران الإقليمية هي قوة استقرار وليست قوة تهديد لدول الجوار. كما مدّ يد المصالحة للدول الإقليمية ودعاها لإقامة علاقات مستديمة مع الجمهورية الإسلامية قائمة على الاحترام المتبادل.

وهذا الموقف ليس بجديد لا بالنسبة لإيران ولا بالنسبة لرئيسي نفسه. إذ أكد الأخير مراراً وتكراراً على أنّ عهده سيعتمد على دول الجوار أكثر من غيرها من الدول العالمية. إذ يؤمن الرجل بوحدة الدين الإسلامي التي تجمع إيران بهذا الجوار. وعلى الرغم من أنّ هذا الجوار قابل هذه الدعوات بمزيد من التصعيد والخطاب التهديدي إلا أنه أكد مرة أخرى على ضرورة التعاون وبأن الوجود الأجنبي في المنقطة لن يصب في منفعة أحد من الدول الإقليمية.

ومن المثير للاهتمام في خطاب القسم هو جلوس قادة محور المقاومة (إسماعيل هنية ونعيم قاسم وعمار الحكيم ومحمد عبد السلام مندوب أنصار الله) في الصف الأول من الحاضرين في قسم الضيوف. والملفت أكثر هو تعمد إجلاس ممثل الاتحاد الأوربي في الصفوف الخلفية أي خلف قادة المقاومة، وكأن هذه الحركة هي رسائل تأكيد بأن إيران لن تتخلى عن دعم المقاومة وهي تعتبر هذه المقاومة السبيل الوحيد لتحرير الشعوب من الظلم والقهر الذي تتعرض له.

هذه المواقف يجب أن تثبت لكل من انتقد إسماعيل هنية أو قادة المقاومة الفلسطينية عندما قاموا بشكر إيران على جهودها في دعم فصائل المقاومة أمام الاعتداء الأخير على غزة. إذ أن قادة المقاومة معززون مكرمون أكثر من غيرهم من الضيوف مهما بلغت مناصبهم.

وأما عن الاتفاق النووي فقد أشار رئيسي إلى أنه لن يوفر أي جهد دبلوماسي لرفع العقوبات الجائرة عن شعبه. ولكن يجب أن يعلم الجميع بأنّ هذه الجهود مقيدة بتحقيق مصالح الشعب الإيراني في الحفاظ على الكرامة والعزة، وإلا فإن إيران غير معنية أبدا في الدخول في مفاوضات طويلة الأمد يأتي بعدها رئيس كترامب لينسحب من الاتفاق النووي بجرة قلم.

ختاماً، يبدو بأن إيران مُقدمةً على مرحلة جديدة على المستوى القيادي وبأن الدول العربية عليها أن تفهم هذه الرسائل على عجالة وتجلس على طاولة المفاوضات لتحسين العلاقات بين هذه البلدان فالجميع عليه أن يدرك بأن أمريكا تهرب من المنطقة وستترك أصدقائها العرب وحيدين بعد أن أوهمتهم بأنّ عدوتهم الأولى هي إيران وليس إسرائيل. إيران كدولة تُحكّم الإسلام بوصفه قانوناً لها تمد يد الصلح والسلم إليكم فاغتنموا الفرصة فالعدو واحد هو العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضنا ويقتل شعبنا الفلسطيني.