حضورنا في المحيط الاطلسي رسائل تحذيرية
لا غلو اذا قلنا ان ايران الاسلامية اصبحت اليوم في مصاف الدول الكبرى من حيث قدراتها المتطورة نوويا وفضائيا وعلميا وبحثيا وطبيا ومجمل الصناعات المدنية والعسكرية وهذا ما تشهد له الميادين المختلفة لكن ان يتواجد الاسطول العسكري البحري اليوم في المحيط الاطلسي المفتوح على المتوسط ويصل الى الاميركيين ولا سيما البحر الكاريبي ويقوم بدورياته العادية في هذا المحيط من دون ان يرسو في اي ميناء، فهو أمر لافت للغاية وبالطبع يزيد من القلق الاميركي رغم أنه يبتعد عنها مسافة 5 آلاف ميل في حين ان البحرية الاميركية لا تبتعد عن المياه الاقليمية الايرانية سوى 12 ميلا من دون ان تكترث لها قواتنا البحرية، لان ايران المقتدرة والواثقة من نفسها مستعدة لكل الاحتمالات وهي تراقب الاسطول الاميركي كما اكد قائد القوة البحرية للجيش الادميرال خانزادي منذ ان يترك قاعدته البحرية الى ان يواصل رحلته لحظة بلحظة وهذا ما يؤكد قدرتنا الاستخباراتية على رصد تحركات العدو وسفنه.
فتاكيد الادميرال خانزادي من ان الهدف من تواجد اسطولنا البحري في المحيط الاطلسي هو الرد على مزاعم اميركا التي كانت تدعى ان ايران لا تستطيع الاقتراب من المحيط، خير دليل على اننا كسرنا هيبة الولايات المتحدة الاميركية وهيمنتها على البحار وان وجود الاسطول الايراني اليوم في المياه الدولية الحرة يجسد قوته واقتداره على التواجد في اطار تأمين مصالحها وأمنها.
قيام الاسطول الايراني بدوريات في مياه المحيط الاطلسي ليس امرا عاديا ففيه من الرسائل التحذيرية يفهمها المعنيون بالامر وأقلها ان ايران لا تخشى أية قوة في العالم مهما تفرعنت وتجبرت وهذا ما يزيد من قلق الولايات المتحدة الاميركية التي تشهد بام عينها اقتراب الاسطول العسكري الايراني منها.
فابحار المدمرة "سهند" والفرقاطة "مكران" في طول المحيط الاطلسي وعرضه يأتي بالدرجة الاولى لتفنيد مزاعم الولايات المتحدة الاميركية بان ايران لا تستطيع الاقتراب من المحيط الاطلسي فكيف اليوم تشق طريقها في هذا المحيط وتثبت للعالم اينما شاءت ارادتها سيحضر اسطولها بقوة ودون تردد حفظا لمصالحها الوطنية وامنها القومي. وللعلم ان فرقاطة "مكران" هي اكبر قطعة بحرية في الاسطول العسكري الايراني يبلغ طولها 230 متر وهي بمثابة ميناء بحري متحرك تقوم بمهام لوجستية عدة تزيد عن كونها فرقاطة ومنها وجود قاعدة للزوارق السريعة فيها. ولا ننسى ان نشير الى تواجد الاسطول العسكري الايراني في شمال المحيط الهندي ودوره الفعال في تأمين التجارة العالمية الى جانب مهامه العسكرية كقوة مقتدرة عابرة للمحيطات.
واليوم فان عبور هاتين القطعتين البحريتين "سهند" و"مكران" راس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا من دون معرفة وجهتهما النهائية، يزيد من القلق الاميركي من انهما سيتوجهان الى سوريا ام روسيا ام فنزويلا ؟ يبقى هذا التساؤل مفتوحا حتى تتضح الصورة.
فايران ومن منطلق حقها في التواجد البحري في المياه الدولية الحرة وفقا للقانون الدولي تستطيع ان تبحر الى اي جهة في العالم لما تقتضيه مصالحها ولا تأخذها في الله لومة لائم وهذا ما اثبتته ايران عمليا عندما تحدت ادارة ترامب وعنجهيته وارسلت ناقلات نفطها العملاقة الى فنزويلا وكسرت الحصار عنها.
فان تواجد الاسطول العسكري الايراني للمرة الاولى في المحيط الاطلسي ارعب بجد الدوائر السياسية والعسكرية الاميركية خاصة وان الاسطول الايراني يزداد قوة يوما بعد يوم وستلتحق به قريبا اول سفينة استخباراتية عابرة للقارات وكذلك برمائية ايرانية الصنع مزودة بقاذفة صواريخ وهذا ما يثير بشدة قلق الاعداء خاصة اميركا وربيبتها الكيان الصهيوني وليس لدينا ما نقوله لهما سوى موتوا بغيضكم.