kayhan.ir

رمز الخبر: 134067
تأريخ النشر : 2021July06 - 20:38

الصراع السعودي ـ الاماراتي مفتوح على مصراعيه

 

ظهور النزاع السعودي ـ الاماراتي هذه الايام الى العلن لم يكن الاول من نوعه فهناك صراع تاريخي يتجدد بين فترة واخرى نتيجة لتضارب المصالح بين الطرفين وان عده البعض خلاف داخل البيت الواحد لكن قد تختلف الصورة هذه المرة لاشتباك المصالح وتعقيداتها وقد تذهب الى ابعد من ذلك، فما فجر هذا الصراع في سبعينيات القرن الماضي هو استحواذ السعودية على اراضي اماراتية حدودية غنية بالنفط حيث تقع فيها حقل

شيبا النفطي وكذلك تجدد خلافاتهما النفطية في تسعينات القرن الماضي الذي ادى الى مقاطعة الامارات لمؤتمر  وزراء الخارجية والنفط لدول مجلس التعاون في الرياض ثم احتدمت هذه الخلافات بين البلدين عامي 2009 _ 2010 وكادت ان تصل الى حد القطيعة في العلاقات.

لكن ما يحدث اليوم كما أشرنا اليه يختلف كثيرا ومتعدد الجوانب اذ لم ينحصر في الجانب النفطي الذي عارضته ابوظبي في "اوبك بلس" بالامس حول خفض الامدادات النفطية قبل الاتفاق على حصتها وهذا ما اوصل اوبك الى الطريق المسدود.

فالتنافس بين الحليفين بات اليوم ابعد من اليمن الذي دخلاه متحالفين ومتفائلين لتقسيم كعكته خلال اسابيع واذا بهما يتورطان حتى العظم في مستنقعه الا ان الامارات سحبت نفسها تدريجيا لتوكل المهمة الى مرتزقتها من اليمنيين في الجنوب ولتتجنب هي الاثار المدمرة لصواريخ "انصار الله" لكن السعودية غرقت في هذا المستنقع لاكثر من 6 سنوات وهي تبحث اليوم من يخلصها وقد كلفتها هذه الحرب اكثر من 500 مليار دولار لحد الان ناهيك عن الاضرار الكارثية التي تتحملها نتيجة القصف المستمر للطائرات المسيرة اليمنية وسقوط الصواريخ البالستية. ورغم كل ذلك بقي التنافس قائما بين السعودية والامارات في اليمن على اشده حيث واصلت السعودية دعمها لمنصور هادي وقواته في مواجهة المجلس الانتقالي في الجنوب الذي تدعمه الامارات للسيطرة على مقدرات اليمن لكن خسأ الطرفان من ان ينالا من اليمن السعيد والموحد التي عجزت كل قوى البغي والاستعمار ان تكسر ارادته.

غير ان التنافس المحتدم بين السعودية والامارات لم يتوقف عند النفط واليمن فامتد على النفوذ في البحر الاحمر وموانئه والتجارة وشركات الطيران حيث اعلن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي مؤخرا بأن بلاده تسعى لان تصبح خامس اكبر مركز عالمي لشركة طيران الترانزيت في تنافس واضح مع الامارات في هذا المجال.

لكن في كل الاحوال يبدو ان الامارات متقدمة على السعودية في انبطاحها وعلاقاتها الحميمة مع الكيان الصهيوني واميركا بايدن خلافا لعلاقات محمد بن سلمان الفاترة مع ساكن البيت الابيض الجديد.

ان ما يدور اليوم بين السعودية والامارات قد تجاوز حدود الخلافات المعتادة ودخل في صراع نفوذ مفتوح وقد تصل الامور الى ابعد من ذلك حيث باتت الامارات تتحول الى اكثر من حجمها وهي تملك اليوم نفوذا متزايدا في الموانئ المصرية اضافة الى انها تمتلك ما يقارب الـ 50% من عقود قناة السويس ولا ننسى ان نشير الى مشاركة بن زايد في مراسم افتتاح القاعدة  البحرية المصرية "3 يوليو" على البحر الاحمر الى جانب الرئيس السيسي والعاقل يفهم.

ان الخلافات الاماراتية السعودية خرجت هذه المرة من طورها السري التي كانت تخيم عليها في الماضي واصبح اليوم صراعاً مفتوحاً قد يتطور الى ما يحمد عقباه ولن يبقى أي معنى للخلاف داخل البيت الواحد في هذا المجال.