kayhan.ir

رمز الخبر: 133642
تأريخ النشر : 2021June29 - 21:44

اميركا والرهانات الخاسرة

 

مهدي منصوري

ايقنت الادارة الاميركية ان شمسها بدأت بالافول لانها وبعد عقدين من الزمان وباستخدام مختلف الاساليب والطرق لاجل تعزيز موقعها في المنطقة والعالم ألا ان  مخططها  الاجرامي الذي يرمي ان يجعل منها القطب والمركز الاوحد الذي يتحكم بمصائر الدول والشعوب قد ناله الفشل الذريع رغم ما بذلته من جهود و طاقات وامكانيات هائلة كلفتها الكثير. وما يلاحظه المراقبون اليوم للشان الاميركي ادركوا او بالاحرى وصلوا الى حقيقة مفادها  ان اميركا قد خسرت موقعها وبصورة لن يتوقعها اصحاب القرار  الاميركي. رغم كونها وفي الحسابات السياسية انها لابد ان تصل الى  ما وصلت اليه اليوم.

وفي نظرة سريعة وشاملة لحالات ما عليه اميركا اليوم يكشف ان بريقها السياسي والعسكري قد اخذ بالتضاؤل لان السياسة الهوجاء التي اتبعها ترامب في العالم قد وضعت واشنطن في الزاوية الحرجة لانه لم يبق له صديق يقف الى جانبه ويدافع عن سياسته الهوجاء  من الصين الى اوروبا الى غيرها من الدول.

اما في منطقة الشرق الاوسط فان الوضع الاميركي اصبح يتدهور شيئا فشيئا من خلال الاعتماد على اسلوب القهر والقوة لاثبات وجوده من خلال دعم المجاميع الارهابية التي تمت صناعتها في الغرف  المظلمة للاستخبارات ابتداء بالقاعدة واستمرار بداعش وانتهاء بطالبان والتي كانت هذه المجاميع هي السلاح الامضى بيد اميركا لتخويف وارعاب الدول والشعوب لتحقيق هيمنتها عليها وسلب ثرواتها، الا ان وفي  نهاية المطاف شهد العالم اجمع ان القاعدة وداعش وغيرها لم تستطع ان تحقق هدفها المنشود من خلال مطاردتها ومحاربتها من قبل شعوب الدول والمناطق التي تواجدت فيها بحيث يمكن القول ان يد اميركا قد اصبحت مشلولة في هذا المجال.

واخيرا والذي برز على السطح خلال الايام الماضية ان الادارة الاميركية لم يتبق لها رهان سوى طالبان الارهابية التي تمت صناعتها على يدهم والذين كانوا ذريعتها في غزو افغانستان  واحتلالها الا ان الواقع وعلى مدى عقدين من الزمن ان اميركا وطالبان هم وجهان لعملة واحدة وان التنسيق بينهما قائم على قدم وساق بحيث لم يسمع العالم او يرى ان ميركا قامت بعملية عسكرية واحدة ضد طالبان وعلى نفس القياس لم نجد ان طالبان تعرضت لاميركا ومصالحها في افغانستان، ولذا فانها اليوم تحاول من اجل ايجاد فضاء واسع لسيطرة هؤلاء القتلة على افغانستان ليكونوا البديل لها في خلق الازمات في المنطقة. ولما فشلت في تحقيق ذلك من خلال اللقاءات والاجتماعات بين طالبان وحكومة افغانستان فانها اطلقت يدها في استخدام القوة العسكرية التي منحتها لها لفرض سيطرتها على هذه البلاد. الا انه غاب عن اميركا ان الشعب الافغاني الذي واجه الاميركان واستطاع ان يحبس قواتها ويمنعهم من الخروج من معسكراتها خوفا من استهداف المقاومة الافغانية هي نفسها التي نظمت صفوفها اليوم من اجل افشال المخطط الاميركي في  مواجهة طالبان وبصورة وحسب آخر الانباء ان الجيش الافغاني مدعوما بالمقاومة الشعبية الافغانية استطاعوا ان يخرجوا المجاميع الغازية الارهابية من اغلب المدن بحيث كشفت ضعف قدرات طالبان وبذلك يمكن القول ان الرهان الاميركي على طالبان سيفشل كما فشل رهانهم على القاعدة  وداعش وغيرها من الماميع الارهابية.

وبذلك تعتبر خسارة وفشل ذريع للادارة الاميركية التي سيفرض عليها ان ترفع يدها عن التدخل في شؤون المنطقة وتترك الشعوب هي التي تحقق ارادتها بيدها من دون وصاية.