kayhan.ir

رمز الخبر: 132609
تأريخ النشر : 2021June12 - 20:24

نتنياهو يلفظ انفاسه الاخيرة

 

 

بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية المتواجد في الحكم منذ 12 عاما متورط في ملفات فساد كبيرة ينتظره السجن لذلك استخدم في هذه الفترة كل  الطرق والوسائل  للبقاء  في هذا المنصب، ليكون بعيدا من الملاحقة القانونية عبر اقامته لاربع انتخابات تشريعية مبكرة خلال عامين وهذا امر غير مسبوق في كيانه لكنه في كل مرة لم يحصل على الاكثرية ويلجأ لتشكيل حكومة، ائتلافية ضعيفة لكن هذه المرة غاب عنه ترامب المعتوه فاختلفت حسابات واشنطن التي اعدته اليوم ورقة محروقة لذلك استدعت بيني غانتس وزير الامن الصهيوني الى واشنطن وابلغته وجهة نظرها وبالتاكيد ان تشكيلة "حكومة التغيير" لن تكون بعيدة عن الأصابع الاميركية ورضاها، والا كيف يمكن ان تتوحد ثمانية احزاب صهيونية من اقصى اليمين الى اقصى الشمال ومن مختلف الاتجاهات والافكار لتشكيل "حكومة التغيير" التي يتوقع المراقبون انها ستنهار ولم تدم كثيرا بسبب التباين الكبير في اهدافها وتوجهاتها، لكن ما وحدها هو اسقاط نتنياهو وابعاده عن معترك الحياة السياسية لفساده وافساده.

فالارهابي نتنياهو يصبح من اليوم "الاحد 13 حزيران 2021" منتهي الولاية والصلاحية لان "الكنيست" ستصوت على التشكيلة الجديدة لـ "حكومة التغيير" التي تقدمت بلائحة تضم 28 وزيرا و 6 نواب وزراء، فما يطلقه نتنياهو من تصريحات وتصعيد غير مسبوق ضد الخصوم وما يقدمه من عروض سخية في آخر ساعات من حياته السياسة هو لانقاذ نفسه من الورطة التي وقع فيها وأقلها السجن، تنم  عن قلقه الشديد من المستقبل الذي ينتظره، فوصفه لحكومة التغيير برئاسة "بينت ـ  لابيد" بـ "اكبر عملية تزوير للانتخابات في تاريخ اسرائيل" وكذلك وصفها بـ "اليسارية الخطرة" تنم ايضاً عن مدى خشيته من الحكم القضاء الذي ينتظره واما عرضه على بيني غانتس وزير الامن الصهيوني رئاسة الحكومة الفورية في حال انسحابه من حكومة التغيير محاولة يائسة اخرى لانقاذ نفسه لكن يبقى القرار النهائي بيد الـ"كنيست" التي من المقرر ان تصوت اليوم على الاكثر  لصالح التشكيلة الجديدة لـ"حكومة التغيير" وبذلك تخرجه من الحياة السياسة والى الابد.

فالهدف من عرض نتنياهو لغاننس افشال واسقاط تشكيلة "حكومة التغيير" برئاستي "بينت ـ لابيد" على ان هذه الحكومة المرتقبة تقوم على مبدأ التناوب على رئاسة الحكومة لمدة عامين متواصلتين لكل طرف، على ان يكون "بينت" رئيس الحكومة اولا ثم يليه "لابيد" الذي سيتولى في هذه الاثناء منصب رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية ومن ثم يتبادلان المناصب بعد عامين.

لكن تبقى الورقة الاخيرة لنتنياهو وهو في الساعات الاخيرة من عمره السياسي مفتوحة على كل الاحتمالات وقد يلجأ المجرم الارهابي اللعب بورقة القدس والتصعيد ضد المقدسات فيها لتفجير الوضع ثانية وكذلكك التحريض على  اقامة ما تسمى بـ "مسيرة الاعلام" الاستفزازية لقطع الطريق على "حكومة التغيير" التي تستهدفه شخصياً وليس الا. ايران والشعب الفلسطيني والامة الاسلامية وكافة احرار العالم، لا تستبشر بهذه الحكومة التي هي بالتاكيد لا تختلف كثيرا في الافساد والاجرام والارهاب عن حكومة نتنياهو، ونقولها بملئ الفم "اللهم أجعل بأسهم بينهم واشغل الظالمين بالظالمين" وعلى الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة ان يستعدوا لمواجهة الحكومة الجديدة وسياساتها الاجرامية والاحتلالية من أجل استرجاع  الحق الفلسطيني وكامل ترابه من النهر الى البحر .. "وَ لَيَنصُرَنَّ‌ اللهُ مَن يَنصُرُه".