kayhan.ir

رمز الخبر: 132394
تأريخ النشر : 2021June08 - 20:47

على الشتات ان يستعد لدخول فلسطين

باقرار الأصدقاء وهكذا باعتراف الأعداء ان ظروف ما قبل معركة "سيف القدس" لم تكن بالتاكيد ما بعدها فالمعركة فرضت معادلة جديدة لجم فيها العدو وعرف حدوده واستوعب الدرس بشكل جيد وعرف بأن المقاومة الفلسطينية الاسلامية منها والوطنية ستتحدث من الآن فصاعدا بلغة الصواريخ التي يفهمها العدو وهذا ما لمسه عملياً في معركة "سيف القدس" الذي أحدث هزة في اركانه وزعزع وجوده وهو يعلم جيدا ان هذه المعركة لازالت مستمرة في الميادين الاخرى وان توقفت صواريخها لما حققتها من نتائج فرضت معادلة الردع التي قلمت اظافر العدو ووقفته عند حدوده لكي لا يتمادى في غيه وجرائمه وارهابه اكثر من الذي قام به لحد الان.

 فاليوم لابد من استخلاص النتائج  والعبر وتوظيف الانتصار سياسياً وهذا ما اشار اليه العدو  عبر اعتراف اوساطه السياسية والعسكرية والاعلامية بانه مهزوم ومردوع ومهتز نفسيا لكنه حاول ثانية التغطية على نقاط ضعفه عبر دعوة مستوطنيه لـ "مسيرة الاعلام" الاستفزازية التي كانت مقررة الخميس القادم لفتل عضلاته وفرض واقع جديد على القدس وحي الشيخ جراح ثانية الى ان تحذيرات غرفة عمليات المقاومة التي جاءت في وقتها ردعت العدو عن ممارساته الطائشة، واربكت حساباته وسرعان ما تراجع عن قراره حيث أوعزت مؤسستان احداهما امنية والاخرى عسكرية بالغاء "مسيرة الاعلام" لاحساسها بخطورة الموقف وتداعيات الحدث وبذلك اثبتت المقاومة ثانية بانها اسقطت التظاهرات البديل.

ولو لا التهديدات الجدية التي اطقتها غرفة العمليات المشتركة للمقاومة تجاه أي تحرك مشبوه للعدو، لما لجم و تراجع عن قراره بالغاء "مسيرة الاعلام" الذي اراد من ورائه احياء يوم لما يسمى بـ"توحيد القدس" لكن المقاومة اثبتت حقا وعلى ارض الواقع انها تمتلك ردعا استراتيجيا تفرض على العدو شروطها للرضوخ الحق الفلسطيني.

هذا التراجع المذل للعدو اثبت للقاصي والداني ان رسالة المقاومة التحذيرية قد وصلت لتل ابيب واستوعبتها بشكل جيد لانها تعلم في قرارة نفسها انها لا تطيق تحمل نتائج وتداعيات معركة سيف اخرى لذلك نراها سرعان ما تحركت للملمة نفسها وحذرة عبر مؤسساتها بضرورة الغاء هذه الحركة الاستفزازية التي ستدفع بالانفجار خاصة وان الوضع الداخلي الاسرائيلي المرتبك متوتر جدا جراء سياسة نتنياهو وتشبثه بالسلطة وتهديده باسقاط حكومة التغيير وهذا ما تسبب بفضيحة مدوية عالميا لهذا الكيان الذي ينبح ليل نهار بالديمقراطية ويسانده في ذلك الغرب المنافق ويطبل له زورا وبهتانا.

ولا شك ان الوضع المرتبك في الكيان المحتل دفع اشكنازي وزير الخارجية لتحذير نتنياهو من مخاطر انفجار الوضع وتداعياته على مستقبل كيانه، لكن اليمين المتطرف وعلى رأسه نتنياهو يسعى من خلال ذلك افشال واسقاط حكومة التغيير لكنه اصطدم بقرار المؤسستين الامنية والعسكرية بالغاء "مسيرة الاعلام" التي ابطلت احلامه.

وبالتاكيد ان هذا الوضع المتهالك والمتفجر داخل الكيان الصهيوني يخدم القضية الفلسطينية ويقرب من انهياره وعلى الاطراف الفلسطينية المعنية استثمار هذا الوضع المرتبك والذي هو احد نتائج معركة "سيف  القدس" لصالحها والتخطيط للمستقبل خاصة وانها لم تفتح بعد حسابا على الشتات الفلسطيني لادخاله في معركته المصيرية والفاصلة مع العدو الصهيوني الذي بات يقترب رويدا رويدا من نهايته وهذا الامر محسوم ولا يشك به احدا ما عدا اصحاب التسوية والمساومين والمطبعين الخونة والاذلاء.

واليوم ثبت للجميع ان كي الوعي الذي مارسه العدو الصهيوني لعقود طويلة لتخدير العقول الفلسطينية لنسيان قضيتها قد طواه الزمن نهائيا فتحرك فلسطينيي اراضي الـ 48 قد برهن على ذلك على انه يقف في الصفوف الامامية لمقاومة العدو اسوة باخوته في القدس والضفة وغزة لكن فلسطينيي الشتات لازال خارج هذه المعادلة الذي لم يود بعد دوره التاريخي المسؤول في هذه المعركة التي تنتظره لدخول فلسطين المحتلة فاتحاً عبر دول الجوار لكن ذلك يحتاج الى التأهيل والتدريب على معارك المدن وهذا هو مسؤولية الفصائل الفلسطينية ان تتحرك بأسرع وقت للقيام بهذه المهمة واعداد الشباب الفلسطيني اللازم للمعركة المصيرية حتى يتحمل كل ابناء فلسطين مسؤوليتهم التاريخية اينما وجدوا وكل حسب طاقته.