kayhan.ir

رمز الخبر: 132050
تأريخ النشر : 2021May31 - 21:22

تغيير لهجة الاعلام الغربي تحول أم تكتيك ؟ !

ان تشهد واشنطن سيتي العاصمة الاميركية السبت الماضي  تظاهرة حاشدة وكبيرة تندد بالجرائم الصهيونية وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني سواء في غزة والقدس والضفة واراضي 48 وكذلك المطالبة بوقف الدعم الاميركي لهذا الكيان الذي يقتل  الابرياء من النساء والاطفال هو علامة فارقة ظهرت على سلوك الرأي العام الاميركي والاوروبي  تجاه الفلسطينيين خاصة وان المدن الاميركية والاوروبية شهدت مثل هذه التظاهرات الشبه يومية اثناء العدوان وبعده على غزة والضفة والقدس وهكذا الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبها العدوان في اراضي الـ 48 وبالطبع لم يكن هذا العدوان على غزة هو الاول من نوعه حتى يتضامن الرأي العام الغربي والاميركي بهذا الشكل مع الفلسطينيين. فقد  سبق هذا العدوان اعتداءات وحشية اخرى ضد غزة في 2008 و2014 وقد استخدم الكيان فيها حتى الاسلحة المحرمة لكن لم نشهد مثل هذا التحرك تجاه الكيان الصهيوني.

فالسؤال المطروح ماذا حدا مما بدا حتى يتغير موقف الرأي العام الاميركي والاوروبي هذه المرة هل هو بضغط الرأي العام الذي انتقل بدوره الى الصحافة في هذه الدول لتغير من موقفها هي الاخرى وسلوكها تجاه القضية الفلسطينية ونحن نعرف ان حرية التعبير في هذه الصحافة كانت دائما وعلى طول الخط تتوقف عند الرواية الاسرائيلية وكأنها خط احمر لا تستطيع تجاوزه. اما ان تنشر  صحيفة نيويورك تايمز الاميركية خلال الايام الاخيرة وعلى صفحتها الاولى وتحت عنوان عريض "كانوا مجرد اطفال" حيث نشرت صور 66 طفلا شهيدا فلسطينيا مع اسمائهم وأعمارهم مما سقطوا شهداء اثر العدوان على غزة مفندة الرواية الاسرائيلية في هذا الشأن حيث كتبت ان هؤلاء الاطفال هم ضحايا الضربات العشوائية لجيش الاحتلال وهكذا كتبت الغارديان والتايمز البريطانيتان حيث كتبت الاولى بأن الاحتلال هو من جلب العنف الى غزة والقدس وكتبت الثانية ان اميركا لن تقف هذه المرة خلف اسرائيل  في عدوانها على غزة.

اما ما حدث هذه المرة  شيء طارئ وعجيب يجب التوقف عنده، فهل ان ضغط الشارع الاميركي والاوروبي هو صحوة ضمير ونضوج وعيه السياسي جراء تراكمات الاعتداءات المتوالية للكيان الصهيوني وسياسته العنفية والارهابية ضد الشعب الفلسطيني كانت وراء هذا التغيير أم هناك عوامل أخرى دخلت على الخط؟  ولاشك ان هناك عوامل اخرى دفعت بهذا التغيير ومنها اقتدار صواريخ المقاومة وتداعياتها على مستقبل هذا الكيان وهكذا دور اعلام محور المقاومة الذي غطى ووثق الجرائم الاسرائيلية بالصوت والصورة خاصة قتله لعشرات الاطفال الابرياء. وهكذا دور مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت هي الاخرى فاعلة في هذا المجال .

فالصحافة الغربية كسرت هذه المرة صمتها تجاه العدوان الصهيوني على غزة بل ذهبت الى أبعد من ذلك لتنتقد السياسة العدوانية الاسرائيلية وهذا امر لافت في هذه الصحافة التي لطالما سجلت انحيازا مطلقا لـ"اسرائيل" بعيدا عن ميثاق الشرف الاخلاقي والانساني لكن يجب ان نتساءل لم هذا التغيير هذه المرة؟ هل هو صحوة ضمير أم خوفها على مصير هذا الكيان الذي بات زواله يقترب وفقا لمعادلات الردع التي ترجمت على ارض الواقع؟ خاصة وان "نيويورك تايمز" التي تمتلكها عائلة يهودية. والامر الاخر ان الانتقادات لـ"اسرائيل" وصلت الى الكونغرس الذي يصادق سنويا على دفع  المليارات من الدولارات الى دعم هذا الكيان للاستمرار  في احتلاله للاراضي الفلسطينية. اذن من غير الممكن ان نجر صحوة الضمير ايضا على وسائل الاعلام و المؤسسات الغربية بقدر ما هي رسائل تحذيرية الى ساسة الغرب لترويض الكيان ووقفه عند حده خشية من الانهيار الوشيك له اضافة الى تعرض مصالحهم الى الخطر. وما يثبت ذلك دعمهم المستمر لحد الان بالمال والسلاح لهذا الكيان وما يزيد من حرصهم على هذا الكيان ارسال اميركا لمساعدتها العسكرية السريعة لهذا الكيان اثناء عدوانه على غزة والمساهمة عبر الاصرار على قتل الاطفال الابرياء وهم يعلمون بقرارة انفسهم ان الكيان الغاصب لم يحقق اي من اهدافه للقضاء على المقاومة أو قواعدها عدا قصف الابراج والمناطق الآهلة بالسكان.