بركان الغضب هل يطفئه التخاذل العربي
* نضال عيسى
في غمرة الحدث الكبير والمواجهة المشرفة التي يقوم بها المقدسيون في فلسطين المحتلة والتي جعلت من الشعوب العربية صحوة مؤيدة ممزوجة بالعزة والفخر والكثير من المعنويات التي كنا نفتقدها لسنوات وهنا أشدد على صحوة (الشعوب العربية) وليس الأنظمة العربية؟ لأكثر من سبب سوف اتطرق اليها في سياق المقالة ولكن لنبدأ من لبنان اولا" بظل هذا الظرف الجديد وتحولات المنطقة التي حتما" سوف تغير معادلة المواجهة وستفرض قوانين جديدة؟
ففي لبنان مازال التخبط الحكومي في محله وينعكس اكثر على الوضع الأقتصادي والمعيشي وعدم وجود آفاق للحلول بدأ الجميع يعي أستحالة الوصول لتسوية حكومية برئاسة الأستاذ سعد الحريري وذهبوا في مجالس خاصة او كما يعرف بمطبخ التسوية تسريب اسماء بديلة مثل رئيس الحكومة السابق الأستاذ نجيب ميقاتي. او رجل الأعمال الأستاذ فؤاد مخزومي وهناك ايضا" بعض الأسماء التي يسوق لها عند الحلقة الضيقة عند أصحاب القرار لأستمزاج رأيهم بها ولكنها اسماء تعتبر استفزازية وهي تقف مع فريق ضد آخر. وهنا يجب أن يستغل الجميع ظروف هذه المرحلة الدقيقة للوصول إلى تسوية سريعة تعالج سريعا" ما يحصل بدأ من الحالة الاقتصادية المتردية في لبنان وصولا" لبركان الغضب المتفجر في فلسطين وانعكاسه علينا خصوصا" وأن ما حدث امس من أطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية بأتجاه فلسطين المحتلة خطيرة ولها أرتدادات كبيرة إذا تكررت وهذا ليس هو الوقت المناسب لأي ردة فعل وهنا يجب أن يكون لدينا حكومة تستطيع مواجهة هذه التطورات الكبيرة والخطيرة.
وهنا لا يسعنا إلا التطرق لأنتفاضة العز التي يقوم بها شباب فلسطين في الدفاع عن حقهم وارضهم، والسؤال هنا يطرح نفسه لماذا هذا التخاذل العربي الكبير؟ ولماذا لم يعقد قمة طارئة لجامعة الدول العربية على مستوى الرؤساء ويتم خلالها دعوة الرئيس بشار الأسد ليترأس هذه القمة ويصدروا بيان يؤكد حق فلسطين؟
وعلى أقل تقدر ان يجتمع وزراء خارجية الدول العربية بهذا الخصوص وهذا لم يحصل لغاية اليوم بعد أكثر من عشرة أيام على القتل والدمار الذي يحصل في القدس وغزة سوى اجتماع خجول لمندوبي الدول العربية واصدارهم بيان اقل ما يقال عنه انه (خجول).
ما يحصل في فلسطين اليوم هو نقطة تحول كبيرة في المواجهة ويجب أن يكون هناك حاضنة عربية لهذه الأنتفاضة التي إذا وجدت ستغير وجه التاريخ ولكن هل التخاذل العربي سوف يطفئها ويحصل تسوية بوقف أطلاق النار على حسابها ويكون دماء الشهداء الذين سقطوا دفاعا" عن القدس تيقنوا أنهم يدافعون عن قدس العرب دون العرب.. القادم من الأيام سوف يظهر ذلك.