الشباب المقدسي يسحق مقولة بن غوريون
ايران ومنذ انتصار ثورتها الاسلامية لم و لن تغير موقفها الثابت والمبدئي قيد انملة من القضية الفلسطينية التي اعتبرتها قضيتها من منطلق واجبها الاسلامي حيث وضعتها في سلم الاولويات في سياستها الخارجية ولن تحيد عن ذلك ليومنا هذا بل فعّلت دعمها في كل الميادين وبما تستطيع نصرة للشعب الفلسطيني وهذا ليس خاف على احد الا الذين أعمى الله بصرهم وبصيرتهم وهي تتمسك حتى اليوم بموقفها هذا وتقف في خندق واحد يستمر بأذن الله حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني وفي الطليعة القدس الشريف التي تتعرض اليوم لابشع واشرس الاعتداءات الصهيونية حيث كانت حصيلة هذه الاعتداءات خلال الـ 48 ساعة الاخيرة فقط اكثر من 300 اصابة بينها حالات خطرة وسط صمت عالمي مريب وعربي خجول ان لم نقل متواطئ.
الصهاينة ولما لهم من ماهية وحشية وما تلقوه من ضوء اخضر اميركي وبعض الحلفاء الغربيين، قد حولوا باحات الاقصى الى ساحة حرب والقدس الى ثكنة عسكرية وهذا يدل على هستيرية العدو وهلعه من هبة القدس التي تمهد للانقضاض عليه وهو اليوم يتلمس تأثيراتها الخطيرة عليه وعلى مستقبله.
ان هذه الهبة الرمضانية التي ستكون بالتاكيد منصة لانطلاق انتفاضة ثالثة تعصف بالكيان وقد بدأت تباشير ذلك فعلا وهي تتحول الى حالة شعبية عارمة لا تقف عند حدود القدس بل امتدت الى الضفة الغربية والقطاع واراضي الـ 48 وخارج فلسطين المحتلة، ولا ننسى ان نشير الى ان العملية البطولية التي نفذت في زعترة والتي شكلت ناقوس خطر للصهاينة قد تتسع مع مرور الايام في الضفة الغربية هو التي هي من نتاج هبة القدس المباركة.
ان هبة القدس خلقت مناخاً فلسطينيا موحدا على الصعيدين الشعبي والسياسي بعيدا عن الانتماءات بانه لا تعايش مع المحتل ولا جدوى من الاتفاقيات منذ اوسلو وحتى اليوم اضافة الى انها كشفت عورة المطبعين وهرولتهم المخزية امام شعوبهم والعالم بانه لا جدوى من هذه الالاعيب الصبيانية لطمس القضية الفلسطينية فالقضية لازالت حية بفضل تواجد هؤلاء الشباب المضحين في الساحة.
واخيرا وليس آخرا ان هذه الهبة الرمضانية المباركة اعادت القضية الفلسطينية والقدس بالذات الى الواجهة وهذا ما يقلق الصهاينة وداعميهم بخطورة الموقف حيث يتصدى هذه المرة مطلق الشباب الفلسطيني وبعيدا عن الانتماءات وفصائل المقاومة التي هي الاخرى التحمت مع المقدسيين للتصدي للاحتلال عبر اطلاقها للقذائف من غزة المحاصرة وهددت بالمزيد ان لم يوقف الاحتلال اعتداءاته الهمجية على الاقصى.
ان ما يقلق الاحتلال بخطورة هذا التحول الجديد في مواجهة المقاومة الفلسطينية هو الحضور الفاعل والقوي للشباب المقدسي وبالطبع هذا ما ينسحب على الشباب الفلسطيني في كل مكان للتصدي المباشر للاحتلال وقهره وهذا ما ثبت عمليا من باب العمود واليوم في الاقصى حيث يمنع المستوطنين من اقتحامه.
ابعاد القلق المتزايد للعدو من هبة القدس الرمضانية جاء على لسان عاموس رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق حيث عبر عن هواجسه وهواجس كيانه بان ما يجري في القدس ليس هبة شعبية بل قضية جيل فلسطيني شاب يكن العداء والكره لـ "اسرائيل". ومن هذا المنطلق والتحول الاستراتيجي في مسيرة جهاد الشعب الفلسطيني لابد من ان نستذكر المقولة الزائفة لبن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني اللقيط الذي اراد من خلال هذه النظرية محو فلسطين من الخارطة بان "الكبار يموتون والصغار ينسون" قد لفظها التاريخ وان الشباب المقدسي قد سحقه وشطبها الى الابد.