ستراتيجية التلاحم ومشروع الاستفتاء... اليس الصبح بقريب
القى سماحة قائد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي حفظه الله خطابا بمناسبة يوم القدس العالمي ومن المقاربة التحليلية الاولى يتضح لكل منصف ملاحظات عديدة منها ..
١- لغة الخطاب لغة هادئة تتسم بالوقار والحكمة وتسلسل الافكار ووضوح بالرؤية والقراءة ...اللغة الفارسية واللغة العربية ....ففي صلاة الجمعة الخطبة العربية واجبة .....وظهر سماحته وكأنه يؤم الصلاة السياسية في جموع العالم الاسلامي بيوم القدس العالمي بما أن القدس قبلة الشرفاء السياسية وصلاة الاحرار وقد جاء الخطاب للشباب العربي ليذكرنا بخطاب الامام الحسين عليه السلام للشباب العربي قبل الثورة العاشورائية .
٢- منهجية التفكير الخامنئية ابرزت التسلسل التاريخي المهم وابرزت بعض اماكن الاخفاقات والانتصارات وادلت باصابع الاتهام المباشر الى الغرب والشرق اي المعسكرين آنذاك وان احتلال فلسطين كان مؤامرة من قبلهم
٣- تكلم السيد الجليل عن موازين القوى وخط الانحدار الاسرائيلي والخط التصاعدي لمحور المقاومة والمح بان الصواريخ الدقيقة ثقل اساسي وبأن ايام الصمود التاريخية منذ العام 2006 في لبنان وغزة جعلت جيش العدو يقهر ويكسر ويتحطم وقد تهشم في لبنان من قبل ومن بعد ...
٤- التكامل بين الدولة الاسلامية هو ضرورة وفي ذلك اشارات واضحة لما تقوم به الدبلوماسية الايرانية في التقارب مع دول الخليج والدول العربية والاسلامية وهذا مؤشر للمستقبل ولخط سياسي متبع وسيتعاظم في الاشهر القادمة ولكن الظاهر سيفعل في اطر اخرى لعلها اقتصادية ....
٥- المسؤولية الاساسية في التحرير تقع على الشعب الفلسطيني والقوى التي تجب عليها الاعتماد على ذاتها وليس على القوى التطبيعية العربية والاسلامية او وامريكا واوروبا اوالمنظمات الدولية لان الاستقلال الذاتي باتت ضرورة ملحة لشعوب المنطقة
٦- هناك اشارة عسكرية وامنية بتوسيع رقعة العمل العسكري داخل فلسطين وقد المح لذلك بجزئية قد تكون اهم استراتيجية عسكرية ستتبعها قوى المقاومة في الايام القادمة وقد بدا ذلك اليوم بعملية امنية من قبل المجاهدين الفلسطينيين على احد الحواجز الاسرائيلية
٧- الاستفتاء الشعبي على صيغة النظام الجديد هذا في حد ذاته حربا نفسية وفي حد ذاته قوة ...اذا اقدم الفلسطينيون على ذلك المشروع لمعرفة شكل النظام واعلنوا حكومة مستقلة على كامل الاراضي الفلسطينية فمن المتوقع ستعترف ايران بها وتدعمها... حكومة فلسطينية وحكومة محتلة اسرائيلية على كامل الاراضي الفلسطينية اليس هذا ضربة استراتيجية موفقة في العمق الكياني ومؤشر بنهاية المعسكر الارهابي فتساءل سماحته
ليروا ماذا سيفعلون بالمستوطنين... ماذا ينتظر الفلسطينون ليتحركوا....؟
٨- الوحدة الفلسطينية التي اهم سلاح لمحاربة العدو الصهيوني شبهه السيد القائد بالجسد الواحد ...وهو توصيف محمدي انما المؤمنون كالجسد الواحد... ولعل الاشارة الا أن الخيارات الفلسطينية للتحرير هي فقط توحيد القطاعات والاهداف بطريقة فعالة ومنتجة وتشابك الجهود... ليستطيع العالم الاسلامي والحكومات بالقيام بمسؤولياتها والواجب عليها .
ان استراتيجية التلاحم الروحي والجسدي والفكري والانساني ستفيد القضية الفلسطينية بقوة التأثير السياسي والعسكري والميداني و التعالي عن الاختلافات الحمقاء والتوجهات الفاشلة كالتنسيق مع العدو الاسرائيلي ... واذا استطاعت القوى الفلسطينيةان تقوم بطرح مشروع الاستفتاء الذي سينتج عنه حكومة فلسطينية على كامل الاراضي المحتلة وتقوم بحراك دبلوماسي نشط وهادف فأن العقل الاستراتيجي الاسرائيلي سيصاب بالاحباط والانكسار فهذا المشروع السياسي لا يتطلب الكثير من الجهد فهي خطوات فعالة ومؤثرة.....فهل تستجيب الاحزاب في الداخل والخارج لما فيه صلاح الشعب الفلسطيني والقضية المحورية فلسطين والقدس ... لقد بدا مرشد الثورة متفائلا من خلال الخطاب ومن خلال الاية التي خلفه اليس الصبح بقريب...