يوم القدس ونهضة الامة الاسلامية
نجحت الجمهورية الاسلامية طيلة العقود الاربعة الماضية في تغيير موازين القوى بالمنطقة لصالح القضية الفلسطينية ومطلب تطهير المسجد الاقصى من دنس الصهاينة.
وها هو يوم القدس العالمي يُحتفل به غدا الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك ١٤٤٢ هجري، يحمل معه هذا العام بشائر مهمة على مستوى تزامنه مع انتفاضة المقدسيين وايضا من جهة انه أبرزَ دور المقاومة الاسلامية والوطنية بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ مقارعة العدو الصهيوني.
ويؤكد الخبراء والمراقبون ان الكثير من الثوار والمناضلين في العالم الاسلامي على شتى انتماءاتهم يجدون في يوم القدس العالمي الذي اعلنه مؤسس الجمهورية الاسلامية الراحل سماحة الامام الخميني (قدس سره) قاعدة اساسية لجهادهم لانه اليوم الذي جاء بالعديد من الانتصارات الرائعة ليس على صعيد الساحة الفلسطينية وحسب بل وايضا على مستوى تنامي قدرات قوى محور المقاومة التي تملك الان قوة ضاربة حاسمة تمكنت من تقويض الغطرسة الصهيونية وتحجيم سيطرة "اسرائيل" الغاصبة بعدما كان تسرح وتمرح في الشرق الاوسط.
لقد ثبت للعالم اجمع ان ازالة "اسرائيل" المجرمة لم تعد حلما كما كان يظن البعض، بل اصبحت واقعا آيلاً الى التحقق يوما بعد آخر بفضل الجهاد والمقاومة الباسلة في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن.
وعلى هذا الاساس فان المطلوب اليوم هو استنهاض الامة الاسلامية والعربية لتاخذ دورها في هذه المواجهة المصيرية.
من هنا تتاكد اهمية احياء مراسم يوم القدس العالمي بمختلف الممارسات والنشاطات لانها تمثل زخما جماهيريا للقوى المجاهدة الحية، اذ اننا بحاجة الى تحريك الشارع في المنطقة في سبيل اعلاء صوت تحرير فلسطين والقدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك بعدما انخرطت بعض الانظمة المتخاذلة في التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف بـ"اسرائيل" دون ان تدرك خطورة هذا الموقف الجبان على مستوى شرعنة جميع الجرائم والاعمال الارهابية التي ارتكبتها وتقوم بها تل ابيب منذ عام 1948 وحتى عصرنا الحاضر. إذ لا شك في ان انظمة التطبيع اهانت الامة في الصميم وان التاريخ لن يرحمها على هذا التواطؤ المخزي.
يوم القدس العالمي عبارة عن منطلق حضاري لمخاطبة الاحرار والشرفاء في العالم لكي يتعرفوا على حقيقة مظلومية الشعب الفلسطيني وحقيقة مأساة المنطقة برمتها بسبب قيام الاستكبار الغربي بزرع الكيان الصهيوني المحتل في قلبها لتكون خنجرا في قلوب المسلمين والعرب الذين لم يجدوا هدوءا وسلاما في ربوعهم منذ وجدت اسرائيل كقاعدة عسكرية وامنية وفتنوية لم توفر اي تآمر وعدوان وارهاب لزعزعة الامن والاستقرار في العالم الاسلامي.
في هذا المضمار يرى قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي الذي يواصل حمل الامانة بقوة واصرار ان تحرير فلسطين والقدس الشريف ليس بالامر المستحيل وهو يؤكد بان الكيان الصهيوني لن يستمر اكثر من 25 عاما لانه كيان وظيفي له مهمة عدوانية محددة، بيد ان قوى المقاومة استطاعت ان تصيبه بهزائم منكرة وهذا ما يعزز اليقين بان نتيجة الصراع ستكون ازالة "اسرائيل" لانها كيان باطل لن يصمد امام قوى الحق والعدالة ابدا.