دفاعاً عن "السلطة".. "ابن سلمان".. هل يبيع "الوهابيّة"؟!!..
* خالد العبود
-"ابن سلمان" لا يعمل على "إصلاح دينيّ"، ولا يعنيه ذلك أبداً، وإنّما يصرّ وفق استراتيجيّة محدّدة، على التخلّص من تبعات وملحقات ما فعلته "الوهابيّة السياسيّة"، من قتلٍ وسبيٍّ وتشريدٍ، على مستوى المنطقة تحديداً، خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال استعمالها، في ضرب البُنى الوطنيّة لدولٍ محدّدةٍ، في وطننا العربيّ!!..
-خاصّةً وأنّه تمّ تحميل "الوهابيّة العقائديّة"، إلى جانب "الأخوان"، تبعات وملحقات القتل والتشريد والتهجير والسبيّ، التي تعرّضت لها شعوب المنطقة، وبالتالي فقد كان مقصوداً أن تتحمّل "الوهابيّة" و"الأخوان" كلّ ذلك، عملاً على إنقاذ الأنظمة السياسيّة التي كانت محمولةً عليها، وهو ما يحصل بالضبط، في كلّ من "مملكة آل سعود" و"تركيا الأردوغانيّة"!!!..
-وهي سياسةٌ كنّا نؤكّد لكم عليها، باعتبار أنّ "ابن سلمان" كان حريصاً على بقاء الدولة، ولبقاء الدولة، نعني "المملكة"، لا بدّ من الاستغناء عن "حاملها الدينيّ"، ونعني به "الوهابيّة"، فهو اليوم سيحاول تجاوز الشكل الدينيّ للدولة، مقابل الحفاظ على الدولة ذاتها..
-وهنا لا يبدو واضحاً تماماً، في ذهن "ابن سلمان"، الفارق الهام والخطير، بين مفهوم "الدولة" ومفهوم "السلطة"، لهذا فإنّه يتعامل مع "الدولة" على أنّها "مُلْكٌ"، بمعنى أنّها "السلطة"، وهو يريد إنقاذ "المُلْكِ"، أي يريد إنقاذ "السلطة"، أمّا "الدولة" ككيان سياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ، فهو مفهوم يكاد يكون ملغيّاً تماماً لديه!!..
-في سبيل السلطة يتخلّى "ابن سلمان" عن "الوهابيّة" التاريخيّة التي شكّلت رافعة "الدولة والمجتمع"، ولعقودٍ طويلة، وهو بذلك لا يقوم "بإصلاح دينيّ"، كما رغب البعض أن يقدّم الأمر كذلك، وإنّما يسعى للحفاظ على "المُلْكِ"، أي على "السلطة"، من خلال التّخلّي عن بعض خطوط "الدين"!!..
-وهي خطوط تتعلّق بكمّ هائل من العقيدة التي شكّلت وعي الناس، والتي لا تخصّ فقط النسق "الوهابيّ"، بمقدار ما تتجاوزه إلى أنساق إسلاميّة أخرى، خاصة عندما نتحدّث عن مرويّات "الحديث النبويّ"، هذا الحديث الذي يشكّل جسم التراث الرئيسيّ، وبالتالي شكّل وعي الناس، روحيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً وسياسيّاً، بعيداً عن كونه تراثاً موضوعيّاً أو غير موضوعيٍّ!!..
-إنّ هذا الفعل السياسيّ الكبير، والذي لا يستند إلى أرضيّة معرفيّة قادرة على أن تملأ الفراغ الثقافي، أو حتّى الفكريّ، لهكذا فعل خطير، سيجعل من "مجتمع الدولة" مجتمعاً ذاهباً إلى فراغٍ عقائديّ، أو إلى تناقضٍ عقائديّ، يمكن أن يفصله عن الرابط الأساسيّ الذي كان موجوداً وقويّاً جدّاً، بين "الدولة التاريخيّة" من جهة، ونعني بها "مملكة آل سعود"، و"مجتمعها" من جهةٍ أخرى!!!..