kayhan.ir

رمز الخبر: 128719
تأريخ النشر : 2021April02 - 21:26

ايران والصين واتفاقية الشراكة الاستراتيجية


اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الجمهورية الاسلامية والصين تحول جذري في العلاقات الدولية القائمة على تبادل المصالح وتحقيق المنافع بالتوازي مع احترام السيادة الوطنية والاستقلال السياسي.

لقد دشنت طهران عامها الهجري الشمسي بتوقيع هذه الاتفاقية بتاريخ 27 مارس 2021 والذي جاء بُعيد تسمية عام 1400 هـ. ش بعام الانتاج والدعم وازالة العقبات .. التسمية التي صرح بها قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (دام ظله) في خطابه النوروزي مشددا سماحته على ضرورة الانطلاق بخطوات جبارة على صعيد تطوير الانتاج الوطني والعمل على تقويض الحظر الاقتصادي الاميركي الغربي.

اتفاقية الشراكة مدتها 25 عاما وستبلغ قيمة الاستثمارات الصينية في ايران 450 مليار دولار وهي تشمل التعاون لتطوير البنى التحتية والمطارات والموانئ وخطوط سكك الحديد والتعاون في مجالات الطاقة والنفط والبتروكيماويات في ايران الى جانب التعاون العسكري والدفاعي بما في ذلك اجراء مناورات عسكرية مشتركة.

اتفاقية الشراكة هي سياسية اقتصادية وتقنية ولا يبعد ان تتطور الى تحالف استراتيجي ينسجم مع بدء تبلور نظام عالمي متعدد الاقطاب يكون حرصا على صيانة الامن والسلم الدوليين تعارضا مع السياسات الهيمنة الاستكبارية التي تحاول اميركا فرضها على الامم الشعوب.

ان ما تم التوقيع عليه بواسطة وزيري خارجيتي ايران والصين في طهران عبارة عن خارطة طريق لتعاون استراتيجي مشترك معزز بآليات عمل وضمانات تؤمّن مصالح البلدين الى جانب كونه منطلقا لاستقبال بلدان اخرى في هذه الاتفاقية ربما تكون روسيا إحداها.

من المؤكد ان مبادئ هذه الاتفاقية تنبئ بتحول اقليمي ايضا وفقا للصورة التي تؤمن بها بلدانها وليس خضوعا لأساليب الغطرسة الاميركية التي تعتمد واشنطن في تطبيق اجنداتها على شريعة الغاب وتجييش الجيوش واحتلال دول ومناطق حيوية واقتصادية في الشرق الاوسط.

من الواضح ان رسالة الجمهورية الاسلامية عبر توقيع اتفاقية الشراكة هذه هي رسالة اقتدار تُبعِد كل ما يقال بأن عجلة التنمية في البلاد مرتبطة بالاتفاق النووي. فمن المتيقن به ان طهران تخطت موضوع الاتفاق النووي سواء عادت اليه اميركا ام لم تعد لانه شأن مختلف ليس بوسعه عرقلة مسيرة التطور والتقدم التي رسمتها ايران لنفسها من اجل تبوُّء مكانتها الريادية بشكل اكبر في العالم انطلاقا من حفاظها على سيادتها الوطنية الناجزة وممارستها دور الند للند في المعادلات الدولية وهو ما اكده كبار المسؤولين الايرانيين فان هذه الاتفاقية سيُصار الى تنفيذها دون المس باستقلالية الجمهورية الاسلامية قيد انملة . كما وستؤدي الى ازدهار التعاون الاستراتيجي في الشرق الامر الذي سيعجّل في اُفول اميركا.