«الأقمار الهاشمية» أشرف الأسر الإنسانية
في البداية نتقدم بالتهنئة والمباركة للامام المهدي الحجة (عج) والى جميع المسلمين بمناسبة مولد الاقمار الهاشمية الثلاثة لافتا الى ان هذه المناسبة تعد من احب المناسبات على قلب المؤمنين كونها تعد ذكرى مولد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام واخوه ساقي عطاش كربلاء قمر بني هاشم ابوالفضل العباس وسيد الساجدين وزين العابدين الامام علي بن الحسين عليهما السلام.
ولد الامام الحسين عليه السلام في المدينة المنورة في الثالث من شهر شعبان من السنة الرابعة للهجرة لافتا الى ان مولده عليه السلام كان عشية يوم الخميس من ليلة الجمعة كما تذكر العديد من الروايات. واقام النبي - صلى الله عليه واله وسلم- المراسيم الشرعية لوليده المبارك فأذن صلى الله عليه واله وسلم في اذنه اليمنى واقام في اليسرى، فسماه كما امر الله سبحانه وتعالى بواسطة جبرائيل عليه السلام حسيناً وبعد مضي سبعة ايام من ولادة الامام الحسين عليه السلام امر النبي صلى الله عليه واله وسلم ان يعق عنه بكبش ويوزع لحمه للفقراء ومن ثم امر ان يحلق رأس وليده ويتصدق بوزنه فضة على الفقراء واوعز الى اهل بيته باجراء الختان على وليده في اليوم السابع من ولادته.
اما ثاني الاقمار الهاشمية الثلاثة عليهم السلام وهو ابوالفضل العباس قمر بني هاشم انه ليس في دنيا الانساب نسب اسمى ولا ارفع من نسب ابي الفضل العباس عليه السلام والاقمار الهاشمية الثلاثة عليه السلام فهم صميم الاسرة العلوية التي هي اجل واشرف الاسر التي عرفتها الانسانية في جميع ادوارها وازمانها مضيفا ان تلك الاسرة العريقة في الشرف والمجد التي امدت العالم العربي والاسلامي بعناصر الفضيلة والتضحية في سبيل الخير وما ينفع الناس واضاءت الحياة العامة بروح التقوى والايمان.
وسمى امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام وليده المبارك بالعباس حيث انه عليه السلام قد استشف من وراء الغيب انه سيكون بطلا من ابطال الاسلام وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل ومنطلق البسمات في وجه الخير وكما تنبأ الامام عليه السلام فقد كان عبوسا في ميادين الحروب التي اثارتها القوى المعادية لاهل البيت عليهم السلام فقد دمر كتائبها وجندل ابطالها وهزمها شر هزيمة. ووالدة ابي الفضل العباس عليه السلام هي فاطمة بنت حزام وهو ابوالمحل بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب ذات المواقف الخالدة غير تقديم ابنائها شهداء بين يدي الامام الحسين عليه السلام فانها وكرامة لابناء فاطمة الزهراء طلبت من امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ان يناديها بأم البنين وهكذا كانت عليها السلام.
وأما ثالث الاقمار الهاشمية الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام انه كان سليل بيت النبوة وعلماً للعارفين ومناراً يهتدي به كل من قدر له ان يشم رائحة الحقيقة ومثالاً كاملاً يعلمنا مايجب ان يكون بين العبد وربه فقد كان مثال الخاشع المتبتل لربه والمحب الهائم به وكانت تأخذه عن نفسه جذبات يغيب فيها عن حسه وعن الدنيا كلها كما كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله يقول: (لي مع الله ساعة لا يسعني فيها نبي مرسل ولا ملك مقرب) أنه شوق النور الى أصله وحنين الجزء الى كله يفيض الحبيب الى محبوبه ما شاء من العلوم والأسرار.