kayhan.ir

رمز الخبر: 128568
تأريخ النشر : 2021March16 - 19:41

فليخسأ اعداؤها سوريا للسوريين


مهدي منصوري

تطور الاحداث في سوريا من احتجاجات تطالب بالحقوق المشروعة الى تحويلها لمجاميع مسلحة تواجه النظام بتلقيها الدعم من اميركا بالدرجة الاولى وحلفائها في المنطقة بالدرجة الثانية الى تدويل الازمة الداخلية السورية من قبل ما تسمى بالجامعة العربية وغيرها من الممارسات الاجرامية التي كان هدفها الاساس هو ابعاد دمشق عن محور المقاومة والممانعة واخضاعها لارادات اعدائها.

وعندما ادرك السوريون بهذه المؤامرة الحاقدة، وقفوا مع حكومتهم الشرعية والجيش وقفة رجل واحد للحفاظ على وحدة اراضيهم وشعبهم. رغم ما كلفهم الكثير من المعاناة الا انهم بقوا صامدين على مواقفهم الوطنية بحيث قطعوا الطريق امام كل المحاولات البائسة وتمكنوا ليس فقط من افشالها فحسب بل استطاعوا ان يكون بلدهم رقما صعبا لايمكن تجاوزه او التعدي عليه.

وبعد فشل كل المحاولات والممارسات الاجرامية لاميركا وحلفائها في الوصول الى اهدافها من خلال الضغط العسكري وحرب الاستنزاف الذي طالت لعدة اعوام مما اوصل قناعات المجتمع الدولي ان لا حل عسكريا للازمة السورية ولابد من اتخاذ المسار السياسي. وقد رحبت دمشق بهذه الامر واندفعت مع توجهات المجتمع الدولي وساهمت في المؤتمرات التي تتناول هذا الامر. الا انه وفي نهاية المطاف وجدت سوريا ان الحل السلمي الذي تطرحه الدول المعادية هو اسوأ عليها من الحالة التي هي فيها والتي ستفضي الى سلب ارادة شعبها من خلال فرض ارادات الاخرين والتي تمثلت باعطاء دور اكبر للارهابيين والقتلة وحملة السلاح بوجه النظام في العملية السياسية القادمة وعلى قول المثل السوري "لا رحنا ولا أجينا".

وبالامس قد ظهرت حقيقة ومؤامرة الحل السلمي للازمة السورية من خلال ما زعمته سفيرة واشنطن لدى الامم المتحدة بالقول "ان بلادها تدعم لتوسيع الية المساعدات للشعب السوري وقالت "العقبة الرئيسية التي تحول دون تحقيق ذلك السلام في سوريا وهي نظام الرئيس بشار الاسد". ما تقدم يعكس وبوضوح ان اميركا وحلفاءها كان هدفهم ومنذ الاساس هو اسقاط نظام الرئيس الاسد من اجل ان يستفردوا في هذا البلد واعادته الى حاضنة التطبيع والاذلال.

ولكن لتعلم اميركا ومن يقف معها ان هذا الامر لايمكن ان يتحقق لها لان الشعب السوري الذي وقف وقفة رجل واحد وراء الرئيس والجيش السوري واستطاع ان يفشل كل المخطات الخبيثة والحاقدة ولم يعط الفرصة لاعدائه ان يحققوا اهدافهم ولايمكن له ان يتناسى تلك الدماء الطاهرة التي سالت على ارض الحرية والاستقلال والسيادة بل سيقف وهو اكثر صمودا امام مؤامرة المجتمع الدولي لانه يريد ان يكون قراره سوريا بحق بعيدا عن الاملاءات والحلول المعلبة من الخارج، بل هو القادر وفي ظل انتخابات نزيهة ان يعبر عن مصيره ومصير بلده القادم ومن خلال صناديق الاقتراع.

ولذا فان ومن خلال تصريح بعض المسؤولين والاميركان والاوروبيين وغيرهم من انهم لا يريدون حلا للازمة السورية من خلال الانتخابات مدركين انه وفي حالة اجرائها فلن يكون لهم نصيب في هذا البلد بل يلفظون هم وارهابييهم ومرتزقتهم خارج سوريا والى مزبلة التاريخ.