اليمن والمواقف اميركية المتناقضة
مهدي منصوري
من المعروف ان العدوان على اليمن لم يكن سعوديا بل في الواقع هو اميركي بامتياز وهذا مما لا يختلف فيه اثنان. لان الدعم الذي تلقته السعودية من اميركا من اجل اعلان العدوان ضمن تحالف اسسته واشنطن ضم الامارات والبحرين ومصر والاردن. وتحت ذريعة واهية الا وهو عودة شرعية هادي الخائنة لليمن واليمنيين.
وبعد زوال ترامب ومجيء بايدن الذي اخذت مصارعته حول اليمن تتسم بنوع من الاتزان والتي تخلت بوقف عمليات ما يسمى بالتحالف بقيادة السعودية في اليمن مع تجميد مبيعات الاسلحة للرياض كما وجه بشطب اسم جماعة "انصار الله الحوثية من قائمة الارهاب مما يعطي اشارة الى ان القيادة الجديدة للادارة الاميركية قد استخدمت مسارا جديدا في هذا الامر. الا انه ومن الملاحظ ومن خلال هذه الفترة ان قرارات بايدن لم تكن سوى حبر على ورق ولم تجد طريقها للتنفيذ ولحد هذه اللحظة. لان العدوان السعودي والحصار القاتل الذي فرضه على ابناء اليمن لازال قائما ولم يتغير من الامر شيئا وتاكيدا على ذلك ما جاء بالامس من تصريح الناطق باسم الخارجية الاميركية "فيدبيركس" من ان ادارة بايدن ستواصل الضغط على قيادة الحوثيين بسبب هجماتهم على السعودية مؤكدا ان واشنطن هي شريكة اساسية مع الرياض وفي نفس التصريح يناقض نفسه بالقول مؤكدا "انه لا حل عسكريا في اليمن" وهذا التصريح اثار استغراب المراقبين للشان اليمني لان من الواضح للجميع ان ابناء اليمن يواجهون يوميا هجمات من قبل الرياض تستهدف ابناءهم واهلهم وبناهم التحتية والوقوف امام اي مساعدات انسانية وطبية من الوصول الى اليمن مما يعقد الازمة اليمنية في الداخل ومن الطبيعي ان اي شعب يمارس ضده عملية الحصار القاتل حتى الموت لابد ان يدافع عن نفسه بما يستطيع وبما يتاح له. ولذلك فان الهجمات اليمنية ضد الرياض لم تكن رغبة يمنية بل هي فرضت عليها لان ما يمارس ضدها من قبل الرياض لا يمكن ان يحتمل او السكوت عنه.
فلذلك فالادارة الاميركية الجديدة ومن خلال تصريح الناطق باسم الخارجية تريد من اليمنيين ان يستسلموا ويخنعوا ويرفعوا الراية البيضاء للرياض فذلك كذبة "لا حل عسكريا للازمة اليمنية" رغم انها بدأت عسكرية واستمرت ولازالت عسكرية. مما يعكس ان الموقف الامیركي مع الجاني والقاتل ضد الضحية وهذا منطق اهوج لا يمكن ان يقبله عاقل.
وفي الايام الاخيرة وعندما كثف ابناء اليمن اسلوب الردع ضد الرياض من خلال الهجمات الصاروخية ضد المعسكرات والمراكز الاستراتيجية في الرياض وغيرها من المدن هدفه الاساس هو الدفاع عن حقهم المهدور والتاكيد على انهم القادرون ومن خلال عمليات الردع تغيير المعادلة القائمة لصالحهم. وذكرت اوساط اعلامية من ان اميركا دعت سلطنة عمان الضغط على الحوثيين للعودة الى التفاوض معهم من اجل حل الازمة سلميا الا الطلب الاميركي واجه رفضا من قبل الحوثيين لان اميركا هي مشاركة ومشجعة في العدوان السعودي عليها مما افقدتها حياديتها.