kayhan.ir

رمز الخبر: 127308
تأريخ النشر : 2021February20 - 20:27

احتلال للعراق مجددا بيافطة جديدة


مهدي منصوري

في الوقت الذي تتعالى فيه اصوات العراقيين وبمختلف اتجاهاتهم السياسية وطوائفهم مطالبة الحكومة العراقية بالعمل على تنفيذ قرار مجلس النواب باخراج القوات الاميركية والتركية وغيرها باسرع وقت لانها هي السبب الاساس في كل المآسي والمعاناة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العراقيون. خرج علينا الناتو بلعبة وفذلكة جديدة لاستمرار بقاء القوات الاميركية على الاراضي العراقية بتعزيز قواته لتصل اعدادها الى اكثر من خمسة الاف جندي من اجل تدريب وتاهيل القوات العراقية. علما ان اغلب قوات الناتو هي اميركية ماعدا بعض الدول الاخرى.

هذا الاعلان المفاجئ والخطير من قبل الناتو ووجه بغضب شعبي وسياسي كبير خاصة وان العراق وكما اسلفنا يسعى الى الخلاص من الاحتلال الاميركي البغيض واذا به يواجه احتلالا جديدا وواسعا ولكن تحت يافطة جديدة مما يعكس ان هذا الامر لم يكن بمحض الصدفة بل انه مخطط له من قبل وبصورة حاذقة لتبقى ارادة العراقيين مرهونة بيد الاحتلال الاميركي والذي سينتقل اتوماتكيا الى الناتو.

وبطبيعة الحال فان العراقيين الذي استطاعوا ان يقفوا صامدين امام كل المؤامرات التي ارادت لهم ان يكونوا عبيدا اذلاء من خلال سلب استقلالية ارادتهم السياسية وغيرها في مواجهة اميركا المجرمة المتمثلة بصنيعتها المجاميع الارهابية من القاعدة وداعش وغيرها والتي تمكنت ان تكسر شوكتهم مما عد انكسارا وفشلا كبيرا ليس فقط للاميركان بل لكل الداعمين للمجاميع الارهابية من الخارج والداخل. فانهم قادرون اليوم وبرفضهم القاطع لتواجد اية قوات اجنبية على اراضيهم ان يعاودوا نفس الدور السابق وهو مواجهة هذه القوات وتحت اي مسمى كان حتى يحرروا العراق من دنسهم وبذلك يستعيدوا سيادة واستقلال بلدهم.

وبنفس الوقت فانه يفرض على الحكومة العراقية وكما اشارت اوساط سياسية عراقية ان يكون لها دور فاعل في رفض اي تواجد اجنبي على الارض العراقية وهو جزء من وظيفتها تجاه شعبها خاصة وان الادعاء بتدريب القوات العراقية وتاهيلها ما هي الا فرية يراد منها فتح الابواب لان يبقي العراق رهينا بيد الاجانب ولا نغفل ان المؤشرات تؤكد بل ان تصريحات اغلب القادة السياسيين والعسكريين تؤكد ان القوات العراقية تملك من الجاهزية والقدرة بحيث يمكنها من حماية العراق وارضه وسيادته ولا حاجة لاي قوات اجنبية على أراضيه.

واخيرا والذي لابد من الاشارة اليه ان المسؤولية الكبرى اليوم تقع على عاتق الشعب العراقي وابنائه الاحرار الغيارى على وطنهم ان يقفوا موقفا قويا تجاه كل المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد وجودهم وحياتهم وامنهم واستقرارهم وبالصورة المناسبة التي يرونها لتطهير العراق من دنس المحتلين الجدد.