kayhan.ir

رمز الخبر: 127268
تأريخ النشر : 2021February19 - 20:12
صباح الخير لطهران العزيزة....

واشنطن تتراجع لفظياً لحفظ ماء الوجه... وايران تنتظر الافعال و تراقب بحذر..!


* محمد صادق الحسيني

مع اقتراب لحظة خروج ايران من "البروتوكول الاضافي" وبعد الموقف الحازم والقاطع للامام السيد علي الخامنئي القائل باننا نريد *خطوات عملية وليس وعود هذه المرة ...ها هي امريكا تبدأ رحلة التراجع والتقهقر اللفظي لحفظ بعض ماء وجهها المنسكب امام موقف ايران الحازم من ملف الاتفاق النووي والعقوبات ، فكانت الخطوات الثلاث التالية في الساعات القليلة الماضية ظناً منها ان ايران ستلين او تتراجع :

١- الولايات المتحدة تسحب عبر مجلس الأمن إعلان ترامب استئناف كل العقوبات الأممية على إيران(او ما يسمى بآلية الزناد) .

فقد قال القائم بأعمال مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، في رسالة وجهها الخميس لمجلس الأمن، إن الولايات المتحدة تسحب إعلان إدارة ترامب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران في أيلول/ سبتمبر 2020.

٢-ابلغت الخارجية الاميركية ممثلية ايران في نيويورك بانها سحبت قرار ترامب القاضي بتحديد حركة الديبلوماسيين الايرانيين العاملين في الامم المتحدة او الزائرين لها .

٣- أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع ايران بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.

هذه الخطوات الثلاث لا تعني شيئاً بالنسبة لايران ولا مفعول عملي لها على اصل العقوبات المفروضة على ايران..!

ففي موضوع العودة عن قرار ترامب ، لابد من التوضيح للرأي العام بان اصل هذا القرار الامريكي كان قد رفض اصلاً في مجلس الامن الدولي حتى من قبل الدول الاوروبية دون الحاجة حتى لفيتو روسي.

وفي موضوع رفع مفعول القرار الخاص بتحديد حركة الديبلوماسيين الايرانيين في مقر البعثة الدائمة للامم المتحدة في نيويورك فهو قرار شكلي لا قيمة عملية له ...!

واما في موضوع عودة واشنطن لاجتماعات دول "٥ +١" فقد اصبح متأخراً الان ولم يعد مفيداً في شئ، ذلك لان التعليمات للوفد الايراني المفاوض واضحة وحازمة ولا تقبل التأويل او التفسير، وهي ان لا تفاوض مع الامريكي على اي شئ قبل رفع العقوبات كلها جميعاً ، ثم حتى بعد ذلك فان رحلة مطالبة ايران بالتعويضات التي تسببت بها العقوبات الظالمة ستكون هي اولوية ايران.

واما ما يحلم به الاميركي من تفاوض على قضايا جديدة فهذا اشبه بحلم ابليس بالجنة ...!

اذ ان التعليمات واضحة وصارمة ايضاً في هذا المجال وهي ان لا نقاش او مفاوضة او مساومة لا من قريب ولا من بعيد حول المنظومة الصاروخية او مبدأ حق ايران في الدفاع والمساندة لحركات التحرر وفي مقدمها حزب الله والمقاومة الفلسطينية.

لقد بات هذا محل اجماع كل الايرانيبن بكل انتماءاتهم ولن يتجرأ احد على الخروج على هذا الاجماع .

بانتظار ما قيل ان بايدن ربما يعلن اليوم في كلمته حول الامن والتعاون عبر الاطلسي، عن نيته في العودة للاتفاق النووي، فان ثمة مشوار طويل امام ساكن البيت الابيض الجديد ليمسح عار قرارات ترامب الارهابية بحق طهران.

مصادر القرار في عاصمة الصمود والثبات تؤكد بان طهران اذ تنتظر افعالاً وليس بيانات حسن نوايا، ولا استعراضات لفظية وشكلية لحفظ ماء الوجه فانها مصممة للذهاب الى ماهو اصعب على التحمل من قبل واشنطن، اذا ما اصرت ادارة بايدن على نهج التحايل والخداع والتلاعب بالالفاظ والبيانات..!

بعدنا طيبين قولوا الله.