اميركا وسرقة ثروات الامم بالاستيطان من استراليا الى فلسطين...!
كل ذهب القصور والكنائس في اوروبا بجدرانها وأيقوناتها ومذابحها، منهوب من بلاد هؤلاء الذين يطلق عليهم اسم الهنود الحمر. وكل ما كان في اوروبا من ذهب قبل اكتشاف اميركا لم تكن قيمته تزيد على مئتي مليون دولار. لكنه بعد اقل من قرن واحد من غزو العالم الجديد تضاعف وتضاعف الى ان زادت قيمته على مليار وستمئة مليون دولار كما يقول فيلسوف التشريع الاميركي فيليكس كوهين .
قبل اكتشاف العالم الجديد كان معظم ما في اوروبا من ذهب مسروقاً من بلاد العرب ايام الحروب الصليبية او من ساحل الذهب ( ما يعرف اليوم بغانا وتوغو وبنين وغينيا ، على ساحل افريقيا الغربي). هذا الذهب المسروق من افريقيا وبلاد العرب قبل اكتشاف اميركا كان بتقدير عالم الانسانيات إريك وولف يزيد على ثلثي ثروة اوروبا من هذا المعدن المعبود...!
من قبل ان يصل الغزاة الى العالم الجديد وتسكر اعينهم ببريق ذهب الهنود كانوا يحلمون بعالم الف ليلة وليلة اميركية و بجبال الذهب والفضة وانهار تتدفق بالعبيد كما رواها لهم البحارة المستعمر كريستوف كولمبس..!
لقد سحرتهم اسطورة الرجل الذهبي إلدورادو( الملك الهندي زيپا) الذي كان يغطي جسده بغبار الذهب ثم يرمي بنفسه في بحيرة غواتيفيتا على ارتفاع ٤ آلاف متر فوق سطح البحر ليغتسل من غبار الذهب ثم يعود سباحةً الى ضفة الاسطورة..!
كما يؤكد فريدريك تيريز فيلسوف الثغور الحربية فان الحرية الدينية لم تكن كما يشاع هي الفضيلة الاحب الى قلوب المهاجرين الاولين ممن يسمون بالحجاج البيورتانت -القديسين- بل انها * فضيلة النهب* نهب الارض وخيرات الارض ونهب البشر وارواح البشر هي الاولى والاحب الى قلوبهم...!
وفعلا فقبل ان يلفظ الكابتن جون سميث مؤسس اول مستعمرة انجليزية دائمة في العالم الجديد آخر انفاسه اعترف: بان وظيفة الدين لم تكن سوى خدمة المنفعة التي كان يسعى اليها هو ومن معه من الصحابة المستوطنين ..!
ولتحقيق مثل هذه الاحلام الذهبية تأسست شركة فرجينيا وانشأت اول مستعمرة انجليزية دائمة في العالم الجديد- جيمستاون الشهيرة-
تلك الخلية السرطانية التي زرعتها فكرة اميركا ومنها تفشّت في جسد هذا الكوكب كل اخلاق وايديولوجيا وسياسات ما صار يعرف بعد ذلك بالاستعمارالاستيطاني من أستراليا الى فلسطين.!
وهكذا تطورت جدلية النهب من اجل الابادة والابادة من اجل النهب لتنكث وجود ما يقارب ١١٢ مليوناً من السكان الاصليين من ٥٠٠ أمة وثقافة خيطاً خيطاً، ولتصنع منهم زوراً وبهتاناً مخلوقات خرافية ليس لها اسم ولا أرض ولا تاريخ ولا ذاكرة، كما تعرض لنا في افلام اميركا الهوليودية الفاجرة...!
وعيك-بصيرتك