kayhan.ir

رمز الخبر: 124760
تأريخ النشر : 2021January06 - 20:16

أمن المنطقة منوط بدولها

مهدي منصوري

مما لا شك ولا ريب فيه ان الامن في المنطقة لن يتحقق الا من خلال تعاون دولها ورفع كل المعوقات التي يحيكها اعداءها في سبيل ابقاء بؤر التوتر من اجل تحقيق اهدافها الاجرامية التي تطمع في سلب خبرات وثروات هذه البلدان.

ومن المؤكد ان اي دولة في المنطقة لا ترغب ولا تريد ان يعبث بامنها واستقرارها، بل تسعى وببذل كل الجهود لان تبقى مستقرة وآمنة. الا ان التدخل الخارجي والاجنبي خاصة من قبل اميركا والصهاينة يخالف هذا التصور فلذلك فانهما يسعيان وبكل ما اوتيا من قدرة على زرع الخلافات وخلق الاجواء الكاذبة والمزيفة بعكس ما تتفق او تتخذ دول المنطقة في رؤاها وتصوراتها وتعمل على توحيد جهودها، ولذلك وكما هو معلوم وعايشه العالم ومنذ انتصار الثورة الاسلامية المباركة بقيادة الامام الراحل الخميني الكبير (رضوان الله تعالى عليه) عملت الدوائر الاستكبارية خاصة اميركا و"اسرائيل" على ايجاد صورة تشويهية وغير واقعية للجمهورية الاسلامية في اذهان الدول الخليجية المجاورة لها لخلق فجوة عدائية مفتعلة لا واقع لها، وللاسف الشديد ان بعض دول الخليج الفارسي والتي تخضع في قراراتها للضغوط الاميركية سايرت هذا التوجه واخذت تعمل في العلن والخفاء من اجل اسقاط النظام الجديد في طهران ولكن وعلى مدى اكثر من اربعة عقود اثبتت طهران من انها لم تكن في يوم من الايام مصدر قلق وارباك للمنطقة او خلق اجواء النزاع بين دولها بل تعاملت بروح الاخوة الاسلامية والتعاون المشترك مع بعض الدول لان استراتجيتها وسياستها كانت واضحة وتقوم على الاحترام المتبادل بين هذه الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ولذا فانها تؤيد كل المبادرات التي تذهب في هذا لامجال لانها تعتقد ان امن المنطقة هو بيد دولها وان الاجانب والغرباء هم الذين لا يريدون لها الامن والاستقرار والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى وما شن الحرب الظالمة على ايران وعلى العراق وافغانستان من قبل اميركا والصهاينة الا دليل قاطع لانهم يعتاشون على الازمات ليضمنون بقاءهم على مثل هذه الاساليب الاجرامية.

ومن نافلة القول من ان الخلاف الخليجي الذي طال اكثر من ثلاث سنوات لم يكن مطلبا خليجيا بل ثبت ان واشنطن كانت لها اليد الطولى في ذلك ولاسباب يعرفها الجميع ولما لم تتمكن ان تحقق واشنطن اهدافها من هذا الخلاف بسبب الموقف القطري الثابت والصامد والذي لن يخضع للضغوط مما اضطرهم الى اعادة الامور الى مجاريها والذي جاء في مؤتمر العلا الذي عقد في السعودية والتي اعتبرته اوساط سياسية اعلامية انها خطوة جيدة في استتباب الامن والاستقرار وفتح افاق التعاون خاصة اذا خلصت النوايا وعدم الخضوع لارادات الاعداء الحاقدين على المنطقة وشعوبها.