هل من الصحي القلي بزيت الزيتون، وماذا يحدث عند رفع درجة حرارته؟
عندما نعيد النظر في عاداتنا الغذائية ونحاول أن نطبّق نظاماً صحياً، غالباً ما نبحث عن بدائل لزيت القلي، وربما يقع الاختيار الأول على زيت الزيتون، نظراً لما يحويه من فوائد صحية، لكن هل من الصحي القلي بزيت الزيتون، وماذا يحدث بالضبط لزيت الزيتون عندما ترتفع درجة حرارته إلى درجة الغليان، وهل يظل صحياً أم قد يُسبب بعض الأضرار؟
*القلي بزيت الزيتون أم السلق؟
لنكون مباشرين في الإجابة، فإن قلي الخضراوات في زيت الزيتون أكثر صحية من سلقها، وفق دراسة حديثة أشارت إليها مجلة Olive Oil Times.
لأنه عندما تُسلق الخضراوات لا يمكنك الاحتفاظ بالعناصر الغذائية، بل تنتقل أغلبها إلى ماء السلق الذي تتخلص منه، ولكن بقاءها في الخضراوات يعني فرصة أكبر لامتصاص الجسم لها، علاوة على فوائد إضافية من زيت الزيتون، من الأحماض الدهنية الصحية ومضادات الأكسدة والعناصر الغذائية.
*لماذا يشعر الناس بالقلق من القلي بزيت الزيتون؟
لكن هذا ينقلنا لسؤال: هل من الصحي القلي بزيت الزيتون؟ أو بمعنى آخر هل رفع درجة حرارة زيت الزيتون للغليان لا يؤثر على مكوناته؟
بما أن الهدف من القلي هو تكوين سطح مقرمش من الخارج للخضراوات، مع السماح للحرارة بالانتقال داخلها حتى تنضج، فإننا نحتاج على الأغلب إلى إيصال درجة حرارة الزيت بين 177 درجة مئوية إلى 188 درجة مئوية قبل وضع الطعام.
لذلك يقلق البعض من أن يؤدي تعرُّض الزيت لدرجة حرارة عالية لتلف مكوناته الصحية، وهذا صحيح نوعاً ما، لكنه ينطبق على الزيوت التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المتعددة غير المشبعة، بما في ذلك معظم الزيوت النباتية، مثل زيت فول الصويا وزيت الكانولا.
بل إنّ ارتفاع درجة حرارتها قد تشكل مركبات ضارة مثل الألدهيدات وبيروكسيدات الدهون، والتي قد تسبب الإصابة بالسرطان، وقد ربطت دراسات مسجلة في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، والموقع المتخصص في المواضيع العلمية ScienceDirect، بين استنشاق هذه المركبات والإصابة بسرطان الرئة.
لذلك يوصي خبراء التغذية دائماً باستخدام زيوت تظل ثابتة عند التسخين، أي لا تتحلل مركباتها عند رفع درجة الحرارة، بالإضافة بالطبع للخاصية المهمة لأي زيت قلي، وهي أنه لا يتأكسد عند تفاعله مع الأكسجين ولا يطلق الدخان، وهو ما ينطبق على زيت الزيتون.
نقطة أخرى محورية في زيوت القلي وهي ألا تتكون من نسبة عالية من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، لأنها مركبات حساسة بدرجة كبيرة للحرارة (موجودة في زيت فول الصويا والكانولا)، وأن تتكون من دهون أحادية غير مشبعة المقاومة للحرارة أو دهون مشبعة، وهي تشكل نسبة 87% من مركبات زيت الزيتون (زيت الزيتون 73% دهون أحادية غير مشبعة، و14% دهون مشبعة، و11% غير مشبعة متعددة).
بل إن زيت الزيتون البكر يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة القوية، وفيتامين هـ (فيتامين E)، وهو فيتامين يعمل كمضاد للأكسدة، ويوفر حماية طبيعية من أضرار الأكسدة، لكن مناعة زيت الزيتون ضد الأكسدة قد لا تنطبق إذا جرى قليُه أكثر من 8 ساعات.
أما بالنسبة لظهور الدخان فهو يحدث عندما تتفكك جزيئات الدهون، أو حتى عندما تبدأ المركبات الأخرى مثل الفيتامينات ومضادات الأكسدة في الاحتراق، لكن هذا يحدث إذا كانت نسبة الأحماض الدهنية الأحادية قليلة، أو تحت درجات حرارة عالية بين 190-207 درجة مئوية، أي أن القلي بزيت الزيتون في ظروف القلي العادية لن يؤدي لاحتراقه أو ظهور دخان، وفقاً للجمعية الكيميائية الأمريكية. هذا يعني أنه من الصحي القلي بزيت الزيتون.
*نصائح قبل القلي بزيت الزيتون
كأي زيت آخر، لا تضع الأطعمة في زيت الزيتون قبل أن يسخن، حتى لا تمتص الأطعمة الكثير من الزيت وتبقى طرية دون أن تحصل على القرمشة المطلوبة.
تأكد من استخدام الكثير من زيت الزيتون في المقلاة لضمان الطهي المتساوي للطعام وعدم احتراقه.