سليماني عزيزُ اليمن: رمزُ "الحفاة" لمقاومة الغزاة
سراء الشهاري
في الذكرى السنوية الاولى لشهادة "فارس القدس" وجندي الاسلام اللواء قاسم سليماني، يستذكر اليمنيون القائد الوفي الذي كان الى جانبهم داعمًا ومساعدًا ومساندًا في وجه الظلم.
رئيس حكومة الانقاذ اليمنية لـ"العهد": بصمات سليماني حاضرة من المحيط إلى الخليج
تحقيق الوحدة بين أبناء اليمن، كان على الدوام همّا حمله قائد قوة القدس. لأجل اليمنيين، سعى بكل اخلاص الى جمع شتاتهم وتوحيد جهودهم، فكان يلتقي زعماء العشائر وقادة الأحزاب والمسؤولين والاعلاميين ورجالات الدولة من مختلف الاتجاهات، وكان يدعوهم الى مؤتمرات الصحوة في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وكما كان لأبناء اليمن مكانتهم المحفوظة لدى الحاج قاسم، كان الحاج كذلك في وجدان اليمنيين. وفي هذا السياق، يؤكد رئيس حكومة الانقاذ الوطني في اليمن الدكتور عبد العزيز بن حبتور لموقع "العهد" الاخباري أن "هذه الشخصية هي من الشخصيات التي يحترمها كل مقاوم في العالم كله، ويحترمها أيضًا كل أحرار العالم لأنه قرر أن يكون مقاومًا لكل الأطماع والمشاريع الصهيونية في المنطقة بشكلها الأمريكي أو بشكلها الغربي، هو تحمل عبء أن يبني "فيلق القدس" على هذه القواعد الأخلاقية بعقيدتها المقاوِمة الكبيرة، بالتالي، هذه الشخصية تعتبر من الشخصيات المحببة إلى قلوب كل أحرار العالم وإلى مناضليه وإلى كل المقاومين".
وحول دور الحاج قاسم في كل محور المقاومة، يلفت بن حبتور الى "أننا عندما نسأل المقاوم الفلسطيني فإنه يعتبر الشهيد قاسم سليماني هو شهيد القدس وفلسطين، وعندما نسأل اللبناني يكرر نفس القول، وعندما يُسأل أي مقاوم هنا في اليمن سيجيب بنفس الصيغة، إن الشهيد قاسم سليماني من خلال شخصيته وعمله وخططه المقاوِمة للعدوان، يلمس الكل بصماته في جبهة المقاومة من المحيط إلى الخليج".
يجزم بن حبتور أن "سليماني لم يمت في الحقيقة، فهو بنى جيشًا من المقاومين أمثاله، بل هو من قال إنهم الآن أصبحوا يتفوقون عليه في أكثر من موقع، لذلك نحن نعزي أمتنا الاسلامية والعربية وكل أحرار العالم بفقدان هذا الشهيد في ذكرى مولده الأول هو ورفيقه المهندس قائد الحشد الشعبي في العراق الشقيق".
خسارة الحاج قاسم بحسب بن حبتور ليست خسارة لايران، ولا لحركة المقاومة للدول المتصهينة، بل خسارة لكل أحرار العالم، "ولذلك افتقدناه جميعًا، ونترحم عليه وندعو له بالمغفرة، وأن يلهم كل الأحرار الصبر والسلوان على فقدانه".
رئيس حكومة "الانقاذ الوطني" في اليمن الدكتور عبد العزيز بن حبتور يختم حديثه لـ"العهد" في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد "فارس القدس" بالقول "نحن تألمنا كثيرًا لكننا أيضًا بالمقابل استلهمنا منه فكرة الصمود والثبات والمقاومة، ومن يحمل مشروعًا انسانيًا حرًا سيشعر بخسارته، ومن وقف في طابور العبيد الذين يتقاطرون الى "تل أبيب" سيشعر بالفرح، نحن خسرناه ونحزن عليه، لكن تراثه الفكري والعسكري وخططه العديدة هي التي ستبقى وهي مصدر عون لكل الأحرار في العالم".
* مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن: سليماني وهب نفسه للقضية الفلسطينية
يمثل الشهيد قاسم سليماني بالنسبة لليمنيين "رمزًا من رموز المقاومة ضد كل مستعمر وغازٍ وكل ظالم"، بحسب مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن الأستاذ عبد الاله محمد حجر. ويؤكد حجر في مقابلة مع موقع "العهد" الاخباري أن "الشهيد قاسم سليماني وهب نفسه لله في سبيل القضية الأولى في العالم العربي والإسلامي القضية الفلسطينية، التي هي محور النضال لاسترداد المسجد الأقصى واستعادة الأراضي الفلسطينية والعربية، وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه".
فلسطين حاضرة دومًا في وجدان القائد سليماني، يقول حجر "كان للشهيد دور فعال وهام في دعم المقاومة الفلسطينية وتحويلها من مقاومة مستضعفة وسيلتها الحجارة إلى مقاومة تمتلك وسائل القوة والعزم والإرادة وتتصدى للعدو الصهيوني بأسلحة فتاكة جعلته يحسب لها ألف حساب، وأهّل المقاومة الفلسطينية لأن تخوض معركة التحرير إلى جانب معركة البناء".
وللأعراب المنافقين حصة من حديث مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن مع "العهد": "لقد دحض الشهيد بجهاده ونضاله وتضحيته كل ادعاءات المنافقين من الأعراب وأولياء اليهود حول ايران، وأثبت أن إيران الإسلامية درع ونصر لكل المسلمين والمستضعفين في العالم، وأنها تقود سفينة النجاة في بحار الظلم والتسلط والبغي الأمريكي الصهيوني، وتتحمل تبعات كل ذلك مضحيةً بكل غالٍ ونفيسٍ، وفي ظل حصار دوليٍّ جائر".
يشهد الحجر أن الشهيد سليماني سلام الله عليه كان "حاضرًا في كل معارك العزة والكرامة ضد أعداء الأمة الاسلامية من التنظيمات الارهابية "القاعدة" و"داعش" في سوريا والعراق، والتي هي أدوات أمريكا و"اسرائيل" في المنطقة، مساهمًا بخبراته العسكرية الجهادية ودهائه الحيدري في نشر المعرفة والعلوم العسكرية والآداب والأخلاق الاسلامية الرفيعة، والتي كانت السهم القاتل للفكر الوهابي التكفيري. وكان للشهيد وللحرس الثوري اسهام في دعم حزب الله في لبنان الذي لقن العدو الصهيوني أصناف الهزيمة والذل والهوان، وأصبح القوة الأشد صلابةً في الشرق الأوسط، ترهب أعداء الله المتربصين شرًا بالأمة الإسلامية".
أما اليمن الذي يعيش عامه السادس من الصمود والصبر والجهاد والنضال في ظل عدوان ظالم وحصار جائر، فلم يغب يومًا عن القائد سليماني، وبحسب الحجر، فإن سليماني كان ولا يزال حاضرًا في ذاكرة الشعب اليمني الذي خرج في مظاهرة حاشدة ليحيي ذكره ويعلن ولاءه لله ولرسوله وللمؤمنين، ويؤكد سيره على طريق الشهداء الأحرار، مقاومًا للظالمين المعتدين، ومساندًا لكل من هم على نهج الشهيد.
ويختم مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن بالقول: "لقد أكدت الأيام التي تلت استشهاده أن العدو الأمريكي - الاسرائيلي لم يحقق من قتله سوى الخزي والعار والهزائم في كل جبهات الجهاد، وأنه أذكى باستشهاده روح المقاومة في نفوس الشباب المؤمن وقذف في قلوب أعداء الاسلام الرعب والذلة، فهرعوا يتهافتون لرضى أسيادهم والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهُزم القاتل ترامب، فيما كان يعتقد بقتله للشهيد أنه سيضمن ولاية ثانية. سلام الله على الشهيد وعلى جميع الشهداء، والله أكبر والموت لأمريكا والموت لـ"اسرائيل" واللعنة على اليهود والنصر للإسلام".
* العميد يحيى سريع: سليماني مثّلَ رقمًا كبيرًا وصعبًا في مواجهة كل مؤامرات الأعداء
"الشهيد سليماني كان من أعظم وأبرز قادة محور المقاومة وكان يمثل مع فيلق القدس رأس حربة متقدما في مواجهة الكيان الصهيوني"، بحسب تصريح المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع لـ"العهد"، معتبرًا "أنه هو من المجاهدين الأوائل الذى تربوا على يد الإمام الخميني(قدس سره) وكان الأعداء يحسبون له ألف حساب".
ويؤكد العميد يحيى سريع أن "خسارة الشهيد سليماني ليست فقط للجمهورية الإسلامية بل لمحور المقاومة بشكل عام، وباستشهاده خسرت الأمة الإسلامية والمقاومة هامةً فذةً وشخصيةً جهاديةً فريدةً لا يمكن أن تعوض أبدًا".
بالنسبة الى العميد سريع فإن "مواقف الشهيد سليماني كانت بارزةً وواضحةً تجاه قوى الاستكبار العالمي، حيث كانت شخصيته تمثل حالة رعبٍ للأعداء ومثّلَ رقمًا كبيرًا وصعبًا في مواجهة كل مؤامرات الأعداء على الأمة، وكذلك مواقفه مع المستضعفين كانت بارزةً في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين واليمن فرحمة الله عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًا".