ذكرى استشهاد قادة النصر وانجاز سليماني العظيم
في الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد القادة الابرار الفريق قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس ورفاقهما على ارض مطار بغداد ، مازال الغزاة الاميركيون والمحتلون الصهاينة يترقبون الردّ المزلزل على هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها الاستكبار العالمي بتاريخ 3/1/2020.
فالمسألة ابعد من قضية اغتيال طال قادة وطنيين كافحوا عصابات داعش والمد التكفيري واسقطوا المؤامرة الدولية التي كانت تستهدف تغيير معالم العقيدة الاسلامية بشكل مشوّة ومنحرف. لان المجاهدين الرساليين في ايران والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان الذين يشكلون منظومة محور المقاومة ادركوا منذ بداية ظهور هذه الفتنة ان الاستكبار الصهيواميركي كان يخطط لمرحلة ما بعد داعش باتجاه تفجير العالم الاسلامي واسالة بحار من الدماء في ارجائه، وازاء ذلك جاء الرد المقاوم على داعش ومن يقف وراءهم قاطعا وحازما بحيث تم تقويض المخطط وتدمير دولة الخرافة التي كادت ان تستولي على منطقة غرب آسيا وشمال افريقيا لو لا صمود المقاومين وتصديهم الاسطوري لهذه المؤامرة الطائفية القذرة.
ان من الطبيعي ان يكون القائد الشهيد قاسم سليماني والقائد الشهيد ابو مهدي المهندس في صلب الانتقام الاميركي ـ الصهيوني ـ السعودي من محور المقاومة لان هذا المحور انزل بالاستكبار هزيمة مذلة واجهض كل ما رسمه تجار الحروب الدوليون كيدا للاسلام والمسلمين، وبدّد كل ما راهنوا عليه لتمزيق الامة من الداخل.
بعد مرور عام على جريمة اغتيال قادة النصر بدأت التحولات والمستجدات تتكشف على الساحة الدولية والاقليمية وقد ظهر ان الرئيس الاميركي القاتل دونالد ترامب كان اول المهزومين داخليا وخارجيا، فلم يبق له سوى عشرين يوما حتى يختفي من المسرح السياسي مطاردا باللعنات والادانات والشتائم جراء ما اقترف من جرائم وقرارات ومواقف وضعت العالم كله فوق فوهة بركان .
وعلى هذا الاساس يعتبر المراقبون ان الفريق الشهيد قاسم سليماني ورفاقه في محور المقاومة نجحوا في تعديل بوصلة النظام الاقليمي بعدما كادت تنحرف كليا طبقا للمؤامرة الصهيواميركية وهذا هو ما يعنيه انجاز قاسم سليماني في الواقع على مستوى معادلة موازين القوى بين جبهتي الحق والباطل.
فالمعطيات كلها تؤكد ان المقاومين هم الذين يضطلعون بزمام المبادرة في المنطقة حتى وان حاول الاستكبار الصهيواميركي استغلال هرولة بعض الحكام الخونة للاعتراف بـ "اسرائيل" لان الواقع الاقليمي الراهن يفيد بان ابناء الامة الاسلامية كافة يقفون اليوم في خندق المقاومة بوجه الاستكبار الغربي ولايقيمون ادنى اعتبار للتطبيع والمطبعين الذين استخدمتهم واشنطن وتل ابيب للتغطية على الهزائم والخيبات التي منيتا بها في عهد الرئيس الاهوج دونالد ترامب وفريقه الجمهوري المتصهين .
في السياق اكد قائد فيلق القدس الجنرال اسماعيل قاآني ان مسار محور المقاومة لم ولن يتغير بالافعال الاميركية الشريرة معلنا عن احتمال ظهور من يثأر لدماء الشهيد سليماني من داخل الولايات المتحدة نفسها.
فقد خلقت السلوكيات الاميركية الرعناء توترات عميقة في مجتمع الولايات المتحدة ولا شك بان ذلك سيؤدي الى ردود فعل قوية تعود بالويل والثبور والانتقام على صناع القرار الحقيقيين في واشنطن وحتى العواصم الغربية التي لم تتخل قط عن نفاقها واستهتارها كرمى لعيون البيت الابيض ومجموعات الضغط الصهيونية.
المؤكد ان دماء الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس والقادة الشهداء معهما هي دماء طاهرة لها قدر وحوبة عند الباري عز وجل وان الايام القادمة كفيلة باثبات هذه الحقيقة بعدما لمسنا انقشاع الرئيس الاميركي المتعجرف دونالد ترامب وذلك بعد اقل من عام من ذكرى استشهاد قادة النصر . ولاشك في ان الايام القادمة ستحمل مفاجآت اخرى تعزز القناعة لدى الامة بان الباطل مدحور لا محالة.