طهران لن تجعل بغداد كبش الفداء للاميركان
مهدي منصوري
التهويل الاعلامي الاميركي الذي طغى على الصحف الاميركية وبعض وكالات الانباء من ان ترامب و قبل ان يطرد من البيت الابيض غير مأسوف عليه يفكر بارتكاب حماقة ضد الجمهورية الاسلامية واشارت فاكس نيوز اخيرا من انه سيقوم وباستخدام ذريعة تسمح له بما يدور في مخيلته ان يجعل العراق عود الثقاب الذي سيشعل المنطقة من خلال القيام بمسرحية مكشوفة بضرب قاعدة عين الاسد او اي من القواعد الاميركية او حتى القاعدة العسكرية في بغداد وهي سفارته ليكون مدخلا وبهدف الرد على الاعتداء والذي سیستهدف ابناء المقاومة العراقية ، وقد لا نستغرب هذا السيناريو او نستبعده لانه وكما عرف العالم اجمع ان الادارة الاميركية بقيادة الجمهوريين وفي سبعينيات القرن الماضي قد مارست هذا الدور القذر من خلال شنها حربا ظالمة على الجمهورية الاسلامية وهي في مهدها من اجل عدم دوام بقائها واستمرار وجودها ووجدت في المقبور صدام خير من يقوم بهذا العمل نيابة عنها، ولذا فقد قامت واشنطن و السعودية وبعض الدول الخليجية الاخرى وبذريعة خطر النفوذ الايراني وتصدير الثورة بتقديم الدعم المالي واللوجستي اللامحدود من اجل اطالة امد الحرب للوصول الى الهدف المنشود الا ان وبعد ثماني سنوات وجدوا ان الجمهورية الاسلامية وبدلا من ان تنهار او تسقط قد اصبحت قدرة كبرى استطاعت الصمود والثبات امام هذه الهجمة السوداء وكانت حائط الصد القوي والصلب الذي افشل مخططاتهم الاجرامية ضد المنطقة والعالم.
واليوم يحاول ترامب ان يعيد نفس السيناريو السابق ولكن بطريقة اخرى من خلال ارسال رسائل التهديد الجوفاء وتحشيد الاستعدادات العسكرية المختلفة البحرية والجوية والبرية وغيرها ظنا منه انه يستطيع ان يبث حالة الرعب والخوف لدى الشعب الايراني. وكذلك لاشراك وبغباء لايتناهى العراق في هذا الامر.
الا انه لازال هو وجوقته وذيوله وعملائه في المنطقة مثل السعودية ومرتزقته في العراق لم يدركوا ان طهران اليوم ليست طهران الامس ولذا فان الرسائل التي ارسلتها القيادات السياسية والعسكرية الايرانية والتي كانت واضحة من ان وفيما اذا ارتكب ترامب المختل عقليا وابن سلمان المخدوع هذه الحماقة فان الرد سيكون ليس في العراق بل في كل ما يمت لاميركا بصلة في الدول المجاورة وسائر انحاء العالم وانها قد رسمت اهدافا محددة ستكون في متناول الرد مما ارعب هذا التحذير الايراني ليس فقط ترامب بل المنطقة بحيث بدت بوادره باصدار الاوامر باخراج الغواصة النووية المتطورة من المنطقة وكذلك طائرات "بي 52" وباسرع وقت قبل ان يستهدفها صاروخ ايراني ويرمي بها في قاع البحر مما شكل هزيمة منكرة وتراجع مخز يضاف لسجل الهزائم الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية.
ومما يمكن الاشارة اليه فان ترامب والكيان الصهيوني وابن سلمان كانوا يريدون ان يجعلوا من العراق والشعب العراقي كبش فداء لطموحهم الاجرامية الا ان الجمهورية الاسلامية تمكنت ان تحبط هذا المخطط في مهده من خلال استبعادها العراق من ان يكون منطلقا لتنفيذ رغبات واشنطن وهذا ما اشادت به اغلب الاوساط العراقية السياسية والشعبية.
وفي نهاية المطاف لابد من التاكيد ان الجمهورية الاسلامية تدرك ان امن المنطقة واستقرارها هو من اولويات سياستها الخارجية والدفاعية ولذلك فانها لن تسمح ان يعبث بهذا الامن ومن اي طرف كان وستكون في الصف الاول من اجل تحقيق هذا الامر لكي تحبط كل المخططات الاجرامية الاميركية وغيرها في مهدها والى الابد.