واشنطن بوست: معركة محتدمة داخل الإدارة الأميركية لاحتواء تهديد ترامب للأمن القومي
نيويورك - وكالات انباء:- ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين قد حذروا الرئيس دونالد ترامب بشدة من رفع السرية عن المعلومات المتعلقة بروسيا التي يقول مستشاروه إنها ستعرض أساليب جمع المعلومات الحساسة للخطر وتغضب الحلفاء الرئيسيين.
فقد اندلعت معركة محتدمة حول هذه القضية داخل الإدارة في الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري وبعدها. إذ كان ترامب وحلفاؤه يريدون نشر المعلومات لأنهم يعتقدون أنها ستدحض المزاعم بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد دعم ترامب في انتخابات عام 2016. قد يبدو هذا وكأنه تاريخ قديم، لكنه بالنسبة لترامب يبقى نقطة الصفر، اللحظة التي بدأت فيها مشاكله السياسية.
وقال مصدر كبير في الكونغرس للصحيفة إن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جينا هاسبل وقفت بقوة في اجتماع في البيت الأبيض الشهر الماضي ضد الكشف عن المعلومات لأنها تعتقد أن ذلك ينتهك تعهدها بحماية المصادر والأساليب. وقال: إن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين من الحزبين كانت تحاول حماية هاسبل، رغم أن البعض يخشى أن ترامب قد يطيح بها.
كما عارض الجنرال بول ناكاسوني، الذي يرأس القيادة الإلكترونية الأميركية ووكالة الأمن القومي، بشدة الكشف عن المعلومات، بحسب ما نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول دفاعي كبير ومصدر رفيع في الكونغرس.
وعلى غرار هاسبل، اتخذ ناكاسوني خطوة غير عادية من خلال معارضة جهود البيت الأبيض للإفراج عن المعلومات الاستخباراتية، لأنه كان يخشى الضرر الذي قد يسببه الكشف.
وقالت الصحيفة إن هذه القضية قد تكون لعبت دوراً في قرار ترامب المفاجئ يوم الاثنين بإقالة وزير الدفاع مارك إسبر. فوفقاً لمسؤول دفاعي كبير، كتب إسبر خطاباً الشهر الماضي إلى جون راتكليف، مدير الاستخبارات الوطنية، يؤيد بشدة موقف ناكاسوني و"يحض على عدم الكشف عن المعلومات بسبب الضرر الذي قد يلحقه بالأمن القومي، بما في ذلك الضرر المحدد إلى الجيش"، كما قال مسؤول دفاعي كبير.
في وكالة الأمن القومي، عين فريق ترامب للتو مستشاراً عاماً مايكل إليس، كبير المستشارين السابق للنائب ديفين نونيس (جمهوري من كاليفورنيا)، والرئيس السابق للجنة الاستخبارات في مجلس النواب. وبصفته المسؤول القانوني الأول بوكالة التجسس، يمكن أن يكون إليس حليفاً في حملة يقودها راتكليف لرفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية التي كان من الممكن أن يتم الاحتفاظ بها بإحكام لأنها قد تكشف عن مصادر وأساليب.
من جهة اخرى تقدمت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعوى في ولاية ميشيغن، للمطالبة بـ"التحقق من قانونيّة البطاقات المرسلة بالبريد قبل إعلان النتائج".
وأوضحت حملة ترامب أنّ الدعوى القضائيّة "تطالب بعدم اعتماد نتائج الانتخابات الرئاسيّة في ولاية ميشيغن".
ويستمر ترامب في التشديد على وقوع تزوير في الانتخابات، وخصوصاً في بنسيلفانيا ونيفاد وميشيغن، متهماً الديموقراطيين بذلك، إذ أطلق أمس الثلاثاء تغرديات متعددة حول هذه المسألة، وضع عليها "تويتر" عبارة "هذا الادّعاء حول تزوير الانتخابات محل نزاع".
وقال ترامب في تغريدة له: "لن يقبل الناس هذه الانتخابات المزوّرة!"، معتبراً في تغريدة أخرى أنّ "المزيد والمزيد من الناس يتقدمون لفضح هذه الانتخابات المزوّرة!".
من ناحيته، قال جو بايدن خلال مؤتمر في ولاية ديلاوير مساء الثلاثاء: "لا يوجد شيء يمكنه وقف انتقال السلطة في الولايات المتحدة بعد فوزي بالانتخابات"، لافتاً في هذا السياق إلى أن "العمليّة تسير على قدم وساق، رغم رفض الرئيس ترامب قبول النتائج".
كما انتقد بايدن قادة الحزب الجمهوري، وقال إنهم "رضخوا لابتزاز الرئيس الحاليّ"، مضيفاً أنه يتطلّع إلى التحدّث مع ترامب.
واعتبر "بايدن"، أن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب "يحرج نفسه" برفضه الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية مما سينعكس سلباً على إرثه السياسي، لكنّه قلّل من جدوى موقف الملياردير الجمهوري.
وفي تصريح من منزله في وليمنغتون بولاية ديلاوير قال بايدن في إشارة إلى رفض ترامب الإقرار بهزيمته في استحقاق الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر "أعتقد بكل صراحة أنه يسبّب إحراجاً لنفسه".
وأضاف إنه يتوخّى "اللباقة" بالقول "أعتقد أنّ هذا الأمر لن يخدم الإرث السياسي للرئيس".