kayhan.ir

رمز الخبر: 122200
تأريخ النشر : 2020November11 - 20:18

كطحن الماء في الهاون!

حسين شريعتمداري

1- خيبة ترامب في الانتخابات الرئاسية الاخيرة في اميركا، وما لحق بهذا الاحمق من عار وشنار، لهي من دواعي السرور والفرح دون شك.

فلم يفوت ترامب اي فرصة خلال فترة حكمه لاربع سنوات في البيت الابيض لابراز عدائه ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية وشعب هذه الارض، وان واحدة من أبشع جرائمه الإغتيال الغادر للشهيد سليماني وابو مهدي المهندس. الحادث الذي سيظل الثأر لدمائهما انشودة تردد ومسؤولية لا تغيب عن اذهان شعبنا الأبي.

وهذه الجريمة التي اقترفها ترامب لوحدها تكفي لينتاب جميع الشعوب الاسلامية ( عدا شيعة بريطانيا وسنة اميركا ) الفرح ويسجدوا لله شكراً، ورغم ان حرارة شهادة القائد سليماني ورفيقه في الجهاد القائد ابو مهدي لا تبرد إلا بأخذ ثأر دمائهما، وإراقة الدماء القذرة لترامب.

2- وبالرغم من انه بنفس المقدار الذي تفرح الشعوب لاسيما الشعب الايراني من خيبة ترامب الفاضحة، امر طبيعي وضروري، الا ان المضحك وما لا يمكن تبريره لشدة غبائه، هو صفير وتهليل التيار المتأثر بالغرب لفوز بايدن.

فاعراب أنصار بايدن وبعض الدول الاوروبية عن فرحهم وانبساطهم له ما يبرره الى حد ما، اذ ان ذلك الاحمق قد عبث بكثير من المناسبات المتعارفة بين اميركا واوروبا، والكثير من الدول الاخرى، ولكن ان يعرب ادعياء الاصلاح وبعض رجال الدولة عن فرحهم لا يمكن ان ينسجم مع اي منطق، اذ ان "جو بايدن" في كل فترة توليه لمسؤولياته سواء عندما كان مساعداً للرئيس السابق "اوباما" او خلال ثلاثين عاماً شغر وظيفة سيناتور له اهمية و فاعلية، لم تفوته اي فرصة لاعراب عدائه لايران الاسلامية، ومن البديهي جداً ان يستخدم آليات عديدة اخرى لم تكن ضمن صلاحياته لمواجهة النظام والشعب الايراني.

فالتيار الذي فرح هذه الايام لمجيء "بايدن" ينبغي ان يجيب على هذا التساؤل البسيط جداً والمفهوم للجميع، بانه مالفرق بينه وبين ترامب؟ والفرق الذي يشير اليه بعض المنبسطين هو ان ترامب قاتل الشهداء العظام القائد سليماني وابو مهدي، فيما يعلمون علم اليقين ان "جو بايدن" وبعد شهادة الاعزاء، وضمن دعمه لجريمة ترامب، قد اكد على ان اي اميركي غير آسف لقتلهما! وكان ينبغي ان يقتلا! و... ويا حبذا لو اشار السادة الذين انتشوا لنصر بايدن الى واحدة من الامور التي يختلف فيها بايدن عن ترامب في مواجهة ايران، ومن ثم يستمروا في التصفيق لبايدن!

3- انه من المستبعد ان يخفى على التيار المذكور - بعض ادعياء الاصلاح والكثير من رجال الدولة - هوية بايدن ومدى حقده العميق الذي لطالما برزه ضد ايران الاسلامية وشعبها الابي، وهنا التساؤل يأتي انه مع علمهم بخبث بايدن، اذ يصرون على التفاؤل بالخير لمجيئه؟! والاجابة الوحيدة على هذا السؤال ( ونشدد على ان الاجابة الوحيدة على التساؤل ) هو تعمدهم عن هذا الممشى، التغطية على فشل لسبع سنوات واشهر في ادارة البلد، وما حملوا الشعب من خسائر جمة، وجميع ما احدثوه من مشاكل يجيروه باسم ترامب! وبالطبع لا تختتم الحكاية بهذه النقطة، اذ عن طريق تصريحاتهم بمناسبة واخرى يمكن التخمين انهم بصدد الاخذ بناصية الامور، مرة اخرى، الى ضرورة التفاوض مع اميركا، ويرتكبوا كارثة اخرى كخطة العمل المشترك، ويحملوا وزرها على الشعب، وهنا لابد من القول انهم كمن يطحن الماء في الهاون، اذ لا يمكن حصول التفاوض مع اميركا باي شكل من الاشكال، وان عودة اميركا الى خطة العمل المشترك وهو ما راهن عليه البعض لاتتم إلا بثلاثة شروط؛

الاول: ان تلغى جميع العقوبات،

الثاني: استرجاع الارصدة الايرانية المجمدة،

الثالث: ان يتم تعويض الخسائر التي لحقت بايران، اي كل ما كان يتوقع من خطة العمل المشترك، ومن دونه لم يكن هناك شيء باسم خطة العمل وكما هي عليه اليوم جثة عفنة.

وبالطبع تبقى قضية محاكمة ترامب والاقتصاص منه ومن سائر الذين تلطخت ايديهم بجريمة استشهاد الشهيدين سليماني وابو مهدي، في سلم الاولويات ولا يمكن التغاضي عنها بالمرة.