2020.. السقوط السياسي و الاخلاقي للديمقراطية الاميركية
بشهادة الاميركيين والمعنيين واصحاب الرأي أن ترامب اسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة لما حمله من خصائص وصفات وسلوكيات شاذة من الصعب ان تجده في شخص عادي فكيف ان يكون بمستوى رئيس الجمهورية التي لابد ان يحمل من المواصفات العالية ثقافيا واجتماعيا وسياسيا يؤهله لهذا المنصب لكن ان تدور الايام وان يطفر رجل من عالم الاعمال الى السياسة ليخلط في النهاية الحابل بل النابل وينتهي به المطاف الى هزيمة مدوية يجر وراءه ذيول الخيبة والفشل.
فالرجل على ما يحمله من مواصفات هو اقرب الى النرجسية حيث يسيطر عليه جنون العظمة ويتصور واهماً ان الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله قد اختاره لهذا المنصب لانقاذ الشعب الاميركي واذا به وبعد اربع سنوات و نتيجة لسياساته الطائشة والعنصرية وترويجه للكراهية قسم الشعب الاميركي بشكل عمودي وكأنه هيئه لحرب الشوارع فيما اذا فشلت مساعيه لدفع المحكمة العليا لاسترداد ما يدعي من اوراقه المسروقة في الانتخابات الاميركية الرئاسية.
تبقى هذه الجدلية قائمة حتى تحين ساعة الحسم وقد تتدخل المؤسسة العميقة لحسم الموقف لكن حتى الساعة لازال الموقف بسبب الحرب الكلامية بين الحزبين غامضا خاصة وان الرئيس بايدن لايزال يصر على فوزه في حين ان الرئيس ترامب هو الاخر يؤكد على انه هو الفائز وان الكثير من آرائه قد ذهبت الى بايدن وعلى المحكمة العليا ان تسترد حقه اليه واذا ما عجزت المحكمة عن ذلك فسيلجأ الى الشارع اصحاب القضية الاصلية الذين سرقت اصواتهم وهم من يمهدون الطريق للرئيس القادم الدخول الى البيت الابيض.
وكما اشرنا ان الاوساط الاميركية قد وصفت ترامب هو الرئيس الاسوأ في التاريخ الاميركي نحن نذهب الى ابعد من ذلك ومن خلال قراءتنا لسلوكياته الشاذة ومواقفه المفاجئة والمرتجلة التي لا يمكن الحساب عليها أو التعويل على أي من تصرفاته فهو الرئيس الاخطر والمتهور في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية الذي قد يدفع بالامور خلال الاسابيع والاشهر القادمة ان لم تسعفه المحكمة العليا لتأييد فوزه فان الآلية الوحيدة المتبقية بيده هو اللجوء الى الشارع كي يكون الفيصل لابقائه في البيت الابيض وليحصل ما يحصل من دمار وسفك للدماء.
على اميركا ان تبقى كما هي ..اميركا المتغطرسة واميركا الكارتلات النفطية واميركا مصانع السلاح ورؤوس الاموال والشعب الاميركي بطبقاته المتوسطة والضعيفة وباعراقه وقومياته مجرد عبيد يخدمون الرأسماليين الذين لا يعترفون حتى بمفردات العدالة واحترام حقوق الناس وحرياتهم.
ولابد من ذكر هذه الحقيقة الساطعة ان شعوب العالم الحرة والشريفة وحتى جزءا كبيرا من الشعب الاميركي قد استبشر برحيل هذا الطاغية الذي اضر بالعالم وبالشعب الايراني بشكل كبير خاصة اغتيال القائد الكبير الشهيد قاسم سليماني ولا ننسى ان نشير ان الشعب الاميركي كان اليد الطولى في اخراجه من البيت الابيض غير مأسوف عليه لكن ذلك لا يعني ان هذه الشعوب فرحة بقدوم بايدن لان الاثنان وجهان لعملة واحدة وانهما من خريجي المدرسة الاستكبارية والنظام الرأسمالي الاميركي اللذان رضعا من الثدي الصهيوني الخبيث. لذلك لافرق بين الاثنين في تعاملهما المتوحش مع شعوب العالم الحرة. وقد اثبتا خلال حملتهما الانتخابية وفي مناظرتهما التلفزيونية مدى قبح تلاسنهما البذئ وثقافتهما المنحطة الذي عده الكثير انه السقوط السياسي و الاخلاقي للديمقراطية الاميركية في 2020.