أيهما أفضل فرشاة الأسنان الناعمة أم الخشنة؟ ومتى يجب استبدالها؟
يقول طبيب الأسنان الدكتور فاروق عمر الحوارات إن وجود بقايا الطعام هو السبب الرئيسي لتسوس الأسنان، إذ تقوم البكتيريا بتحويل السكريات إلى حمض يقوم بدوره بإذابة الطبقة الخارجية من السن "طبقة المينا"، مما يسمح للبكتيريا بالدخول لطبقة العاج والقيام بالتأثير نفسه على هذه الطبقة لتصل بعدها إلى الهدف الأكبر وهو لب السن "عصب السن".
وصرح الدكتور الحوارات -في حديث خاص للجزيرة نت- أن العديد من الأطباء وجمعيات طب الأسنان حول العالم، ومنها الجمعية الأميركية لطب الأسنان، ينصحون بتغيير فرشاه الأسنان كل ثلاثة أو أربعة أشهر، لأن معظم الدراسات الحديثة أظهرت أنه خلال هذه الفترة يحدث اهتراء لشعيرات الفرشاة، مما يقلل كفاءتها في التنظيف.
وشرح الحوارات الذي يحمل أيضا درجة الماجستير في التقنيات الحيوية، أن هناك علامات تظهر للإنسان من أجل تغيير فرشاة الأسنان، أهمها وجود اهتراء في الشعيرات، ويحدث الاهتراء بسبب القوة الكبيرة المستخدمة في تفريش الأسنان.
بقايا طعام
وينصح كذلك بتغيير فرشاة الأسنان في حال عدم الحفظ الجيد بوجود رطوبة عالية أو التعرض للحرارة بشكل كبير. كما يفضل تغيير الفرشاة في حال عدم تذكر الشخص متى غيّر الفرشاة آخر مرة.
وقال ممارس طب الأسنان العام إن بعض الشركات وضعت لونا على بعض شعيرات الفرشاة لتكون مؤشرا على تغيير الفرشاة، إذ يتم تغيير الفرشاة عند اختفاء هذا اللون أو عندما يصبح باهتا.
وردا على سؤالنا: هل هناك فرق في وقت التغيير بين الفرشاة العادية والكهربائية؟ رد الدكتور الحوارات أنه لا يوجد فرق في الفترة التي يفضل فيها تغيير فرشاة الأسنان سواء كانت يدوية أو كهربائية.
وأضاف أنه حسب الجمعية الأميركية لطب الأسنان تعتبر الفرشاة اليدوية والكهربائية فعالتين في تنظيف الأسنان، ولكن قد يفضل البعض استخدام الفرشاة الكهربائية نظرا لسهولة الاستخدام في بعض الحالات لكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة والأشخاص الذين لديهم تقويم الأسنان.
اعلان
*ناعمة أم خشنة؟
ونصح الدكتور الحوارات باستخدام فرشاة الأسنان الناعمة لتقليل احتمال تلف اللثة أو الأسنان، كما يفضل أن تكون الشعيرات مائلة قليلا وبعدة مستويات.
أما بالنسبة لطريقة تنظيف الأسنان، فتكون بإمالة الفرشاة بزاوية 45 درجة عند الخط بين اللثة والأسنان حتى يتم إزالة طبقة البلاك الموجودة، ويتم التحريك بشكل دائري وإلى الأمام والخلف بلطف. ويتم تنظيف السطح الأمامي، ثم من جهة اللسان، وأخيرا السطح الماضغ. ثم يتم تفريش اللسان أيضا في النهاية.
وقال الدكتور إنه يجب أيضا استخدام الخيط الطبي في المناطق التي يصعب عليك الوصول إليها بالفرشاة كالمسافات الموجودة بين الأضراس الخلفية.
ويجب أن يحتوي معجون الأسنان على مادة الفلورايد التي تحمي من تسوس الأسنان، مع تنظيف الأسنان لمدة دقيقتين مرتين يوميا، والتنظيف بين الأسنان بالخيط الطبي مرة واحدة يوميا.
*عواقب عدم التغيير
وفي تقريرها الذي نشرته مجلة "ذا هيلثي" الأميركية، قالت الكاتبة أماندا غاردنر إن العديد من الأشخاص يرجئون استبدال فرشاة الأسنان البالية بهدف استعمالها لمدة أطول.
ولكن في الحقيقة، قد يؤدي عدم تغييرها بشكل مستمر إلى حدوث مشاكل صحية، على غرار تسوس الأسنان والتهاب دواعم السن، الذي يمكن الوقاية منه بالعناية الجيدة في المنزل وإجراء فحوص بشكل منتظم، وفقا لما ذكرته الدكتورة سالي كرام، الناطقة باسم الجمعية الأميركية لطب الأسنان وأخصائية في طب دواعم الأسنان.
وشرحت الدكتورة كرام أنه عندما تنحني شعيرات فرشاة الأسنان وتنثني، ستصبح غير فعالة في تنظيف اللثة والأسنان، مما قد يقود إلى أمراض اللثة وتسوس الأسنان.
*مرض معد
كما أن الإصابة بمرض قد يكون معديا أمر يتطلب تغيير فرشاة الأسنان، حتى لو لم يمض أربعة شهور عليها. وأوضحت جانا بورنيت، وهي أستاذة جامعية مساعدة طب الأسنان الشمولي في جامعة آي أند إم لطب الأسنان في دالاس بولاية تكساس، قائلة "إذا لم تستعمل فرشاة أسنان جديدة بعد الإصابة بمثل هذا النوع من الأمراض، فستكون عرضة للإصابة به مرة أخرى".
وأضافت بورنيت أنه ينبغي تغيير فرشاة الأسنان إذا وقعت على منظف فرشاة المرحاض أو أي مكان آخر غير مناسب.
*كيف تعتني بفرشاة أسنانك؟
توصي الجمعية الأميركية لطب الأسنان بالاعتناء جيدا بفرشاة أسنانك طوال فترة استعمالها مهما كانت قصيرة، واحرص على شطفها بماء الصنبور بعد كل استخدام. وعموما، ذكر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أنه لا يوجد داع لتعميقها، ولم تثبت فعالية هذه العملية على أي حال.
وتنصح بوضع الفرشاة -بعد كل استخدام- في وضع مستقيم بعيدا عن فرش الأسنان الأخرى في الهواء (أي لا تغطيها). فضلا عن ذلك، يمكن أن يؤدي وضع غطاء على رأس الفرشاة أو وضعها في وعاء إلى نمو البكتيريا.
من جهة أخرى، حذرت الجمعية الأميركية لطب الأسنان من مشاركة فرشاة أسنانك مع أشخاص آخرين لأنه من المحتمل أن تنتقل إليك الجراثيم بسهولة.
* ماذا عن أسنان طفلك؟
أكد البروفيسور الألماني ديتمار أوسترايش على ضرورة البدء في تنظيف أسنان الطفل بمجرد بزوغ الأسنان اللبنية بفرشاة ذات شعيرات ناعمة، وذلك للحماية من التسوس.
وأضاف نائب رئيس الغرفة الاتحادية لأطباء الأسنان أنه ينبغي أن ينظف الطفل أسنانه بمجرد أن يكون قادرا على الإمساك بالفرشاة بيده جيدا، مع مراعاة أن يراجع الوالدان مدى جودة التنظيف وتكرار العملية إن لزم الأمر، وذلك حتى سن الالتحاق بالمدرسة.
ومن المهم استخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد مخصص للأطفال، حيث ينبغي ألا تزيد نسبة الفلورايد عن 500 جزء في المليون (ppm).
كما يمكن الاستعانة بفرشاة الأسنان الكهربائية في البداية لسهولة استخدامها مقارنة بالفرشاة العادية، مما يشجع الطفل على تنظيف أسنانه دون مشاكل وصعوبات.