ايران لا تبالي من يلج البيت الأبيض او يخرج منه
ايران و منذ انتصار ثورتها الاسلامية المباركة التي قلبت موازين القوى والمعادلات في العالم كانت على الدوام شوكة في حلق الاميركان سواء كانوا جمهوريين او ديمقراطيين لانها تصدت لاستهارهم ومطامعهم ونهبهم لثروات الشعوب ليس في المنطقة فحسب بل في العالم اجمع وهذا ما زاد من عدائهم وحقدهم ضد ايران لذلك نرى القاسم المشترك بين الرؤساء الاميركيين ومن كلا الحزبين والذين لا يختلفون عليه هو عدائهم السافر والتاريخي لايران ومن هذا المنطلق فان ايران لا تفرق بين من هو القادم للبيت الابيض اوالخارج منه ولا تحبذ هذا على ذاك لانهم من قماش واحد قد اثبتوا عمليا ومن خلال فرض العقوبات الظالمة واللاانسانية التي بدأها الرئيس كارتر الذي عاصر انتصار الثورة الاسلامية وهو ديمقراطي ثم تلاه رئيس جمهوري وهو ريغان الذي صعد هو الاخر من وتيرة العقوبات ضد ايران بسبب عجزه لمواجهة هذه الثورة المباركة التي فتحت الافاق امام شعوب العالم. ثم خلفه الرئيس الاميركي الجمهوري بوش الاب والذي لم يتوان عن اتخاذ المزيد من العقوبات والضغوط والحصار ضد ايران. ثم جاء بعد ذلك دور الرئيس الديمقراطي كلينتون ليزايد على اسلافه في العداء لايران فيتخذ سلسلة جديدة من العقوبات وهكذا جاء بعده دور الرئيس الجمهوري بوش الصغير ليتفنن هو الاخر في اشهار عدائه الدفين لايران في اتخاذ سلسلة جديدة من العقوبات الى ان وصل الدور للرئيس الملون الديمقراطي اوباما الذي مزج بين النفاق في التملق للقيادة الايرانية بذريعة فتح صفحة جديدة والذهاب بممارسة العقوبات الى مستوى الشلل التام حسب زعمه.
واليوم امامنا الجمهوري ترامب الرئيس السابع الاستثنائي والشاذ وهو من نمط خاص استخدم اقصى العقوبات لكنها اصطدمت جميعاً بصمود ايران ومقاومتها وقد عاصرت ايران الاسلامية وعلى مدى اربعة عقود سبعة رؤساء بشقيهم الجمهوري والديمقراطي الذين كانوا على الدوام في مزايدة مستعرة ومستمرة لاظهار المزيد من عدائهم وحقدهم ضد ايران عبر رفع سقف العقوبات حتى اجتياز القصوى منها خدمة للمصالح الصهيونية بهدف اسقاط النظام الاسلامي الذي هو شوكة في عيونهم الى أبد الآبدين.
اميركا الشيطان الاكبر وعقود من العداء التاريخي الدفين ضد ايران لم تستطع بصفتها القوة الكبرى والاولى في العالم وعبر رؤسائها السبعة الذين عاصروا ثورتها الاسلامية ان يخضعوها او يملوا عليها او يجبروها للتراجع عن مبادئها او مواقفها بل ما حدث كان على العكس تماما فاميركا هي هي من تقهرت وانحسر دورها في المنطقة وبان عليها الضعف في العالم.
وها نحن في عشية الانتخابات الاميركية التي ستلحق ترامب باسلافه من الرؤساء السابقين، مهزوماً عاجزاً في مواجهة ايران وهو يترك البيت الأبيض ذليلاً خانعاً وهذا ما اعترف به مؤخرا مستشار الامن القومي الاميركي بانه "ورغم قساوة العقوبات فشلت اميركا في تركيع ايران".
وفي نهاية المطاف لا يسعنا الا ان نشير الى مقولة الامام الخميني الخالدة (قدس سره) في رده على رسالة الرئيس كارتر أبان عهده "اذا لم تعودوا لإنسانيتكم سنحقركم حتى النهاية".