التطبيع اذكى جذوة الرفض والمقاومة
مهدي منصوري
بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة والتي كان فيها الشعب الايراني قطب هذه الثورة بحيث توالت الاسئلة من قبل وسائل الاعلام على الرئيس الاميركي آنذاك كلينتون اين كانت اميركا من ثورة الشعب الايراني وكيف لم تحافظ على حليفها الاستراتيجي آنذك الشاه المقبور اجاب وبكل صراحة من "ان اميركا تقدر ان تفرض على الحكام ولا تستطيع ان تخضع الشعوب لارادتها". وهذا ما انعكس بالامس وينعكس اليوم وبصورة واضحة اذ نجد ان الحكام خونة الشعوب قد استجابوا وبذلة متناهية ومن خلال رشوة اميركا ان يذهبوا نحو التطبيع المخزي والمذل بينما نجد وفي الطرف المقابل ان شعوب هذه الدول قد وقفت بالضد من هذا التصرف ومن خلال المساحات المتاحة لهم كما في الامارات بحيث ان الناشطين الاماراتيين وخوفا من بطش السلطة فانهم اشعلوا النار في وسائل التواصل الاجتماعي معلنين رفضهم لتطبيع حكومتهم مع الكيان الغاصب والذي يعكس العداء الحقيقي للشعب الفلسطيني المظلوم واسناد للمجرم نتنياهو، واما في البحرين فقد استطاع الشعب البحريني ان يكسر حاجز الخوف ورغم علمه باجرام سلطات بني خليفة الا انه خرج وملأ الشوارع والمدن معلنا رفضه لما ذهبت اليه حكومة بالانصياع الى ارادة اميركا والصهاينة، وبالامس وفي السودان وهي التي طبعت العلاقات مع الصهاينة بعد ان دفعت واشنطن لها 300 مليون دولار اي وبعبارة تم شراؤها بهذا المبلغ لكي تدخل ضمن الاطار الخياني نجد ان الشعب السوداني المعادي لاميركا والصهاينة قد خرج وبكل قوته وقدراته رافضا لتصرفات حكومة التي لم تعط اي اعتبار لارادتهم واعلنوا وقوفهم الى جانب مقاومة الشعب الفلسطيني حتى تحرير ارضه من دنس الصهاينة.
ومن جانب اخر ابدى الصهاينة تخوفا من التطبيع مع السودان اذ قالت صحيفة هآرتس (Haaretz) الإسرائيلية إن آفاق نجاح اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان تعتمد على الفوائد الاقتصادية الفورية التي يمكن أن تظهرها الحكومة السودانية لمواطنيها، الذين تمكنوا من إسقاط نظام يعد من أقدم وأعتى الأنظمة الاستبدادية في المنطقة. واكدت ان التطبيع بين اسرائيل والسودان مدعتة للحذر اكثر منه للاحتفال
وكذلك والذي لابد ان يذكر هنا ان الدول الاخرى التي يلوح بها نتنياهو لركوب قطار التطبيع الخياني الاجرامي فانها لازالت مترددة وخائفة من انتفاضة شعوبها واعلان الرفض القاطع والذي لابد من الاشارة اليه ان وكما قيل "رب ضارة نافعة" فان التطبيع مع الكيان الصهيوني قد "قلب السحر على الساحر" بحيث ان جذوة الرفض قد اخذت تنتشر وبصورة لم يتوقعها الكثيرون ولو ارادت المقاومة من قبل ان تحظي بهذا التاييد الشعبي الكبير لما تمكنت لامكانياتها المحدودة.
ولذا فان شعلة المقاومة ضد الكيان الصهيوني قد بدأت جذوتها بالاتقاد والانتشار وستبقى كذلك بل قد تتسع وتكبر حتى تصل الى الهدف الاساس وهو حماية الشعب الفلسطيني والوقوف معه حتى تحرير الارض والانسان الفلسطيني من دنس الصهاينة المجرمين وليس ذلك على الله ببعيد.