البحرين بشعبها عصية على التطبيع
مهدي منصوري
يعتقد حكام بني خليفة انهم وعندما هرولوا ومن دون وعي وتفكير مسبق متبعين اثر الامارات نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني انهم قد ضمنوا أمنهم واستقرارهم باسناد ظهرهم للصهاينة. كما فعلوها عند اشتداد الحراك الشعبي الثائر المطالب بالحقوق وخوفا من انتصار هذا الحراك هرولوا واستعانوا بالسعودية لتحميمهم وتثبيت حكمهم، الا ان حكام بني خليفة الذين استخدموا مختلف الاساليب الاجرامية كانوا يتصورون انهم قد استطاعوا ان يخمدوا انفاس الحراك الشعبي. ولكن الواقع على الارض اثبت فشل رؤيتهم هذه لان النار كانت تحت الرماد وها هو الشعب البحريني الثائر الذي لم ولن يرضى ان تكون بلاده رهينة بيد الاجانب والاعداء عبر وبوضوح وامام مرأى من العالم اجمع ومن خلال تظاهراته الاحتجاجية والتي عمت كل ارض البحرين معلنين رفضهم القاطع للهاث بني خليفة بتوقيع التطبيع مع الكيان الغاصب. مما يرسل رسالة واضحة المعالم لخونة الشعب البحريني من انهم لا يمكن ان يضمنوا استمرار بقائهم في السلطة مستفيدين على الحماية الصهيونية او السعودية.
الشعب البحريني اليوم اعلنها وبقوة ومن خلال الشعارات التي اطلقها وسمعها العالم ب"الموت لاميركا" و"الموت لاسرائيل" و"الموت لبني خليفة" من انه لا يمكن ان تستمر عجلة التطبيع وتأخذ موقعها في هذا البلد وان البحرين وبشعبها الواعي والثائر ستبقى عصية امام هذه المشاريع والمخططات التي تستهدف استقلال وسيادة البلاد وتجعل منه مقاطعة يتحكم بها اعداؤه المجرمين.
وبنفس الوقت فان الحراك الشعبي الثائر والغاضب اليوم في البحرين وبوقفته البطلولية يرسل رسالة واضحة لكل شعوب المنطقة خاصة الخليجية منها ان يفشلوا هذا المشروع المذل وبذلك باتخاذ خطوات مماثلة لان الحكام عادة ما يكونون جبناء ولن يخيفهم او يروعهم سوى صوت الشعب وان التجارب اثبتت ان ارادة الشعوب لا تقهر مهما واجهت من مصاعب ومتاعب واساليب قمعية وغيرها لان هذه الارادة هي اقوى من الطغاة والخونة مهما تفرعنوا.
تحية للشعب البحريني على موقفه البطولي هذا الذي وقفه مع شقيقه الشعب الفلسطيني في محنته بحيث سيكون الدافع لهذا الشعب وبمقاومته الباسلة ان يقهر العدو الصهيوني وان يمرغ انفه في التراب.