القوة العظمى تستنجد بقوى المقاومة العراقية
من البديهيات المسلمة ان الطغاة والمتغطرسين لايفهمون سوى لغة القوة وان اميركا ام الارهاب والعدوان والحروب غير مستثناة من هذه القاعدة وقد تعودت على هذا النمط من تعاملها مع دول العالم حتى الحليفة لها من المنظومة الاوروبية واما العربية فحدث ولا حرج تحلبها وتحتقرها بشكل فظيع و بالطبع هذا الاسلوب دارج مع الملوك والامراء والرؤساء الذين يفتقدون الى الرصيد الشعبي ويصلون الى مواقع السلطة عبر الصفقات والتوافقات والتسويات وهذا ما يشجع اميركا المجرمة باستمرار ان تفرض املاءاتها على هذا النمط من الحكام و تبتزهم بشكل فظيع ولذلك بادرت الى أن تطبق هذا النموذج مع القيادة العراقية متناسية ان العملية الديموقراطية في العراق قطعت شوطاً كبيراً وان الشعب العراقي وفصائل المقاومة "الحشد الشعبي" هي قوات شرعية ونظامية متواجدة في الساحة على طول الخط وبحضورها الميداني لا يمكن لاي قوة مهما تجبرت وتفرعنت ان تمس سيادة العراق واستقلاله.
بومبيو الجاهل بدهاليز السياسة وخريج المدارس الاستخباراتية اراد ان يجرب حظ اميركا العاثر في العراق فاتصل بالرئيس العراقي برهم صالح على ان يبلغه تهديد اميركا بغلق السفارة الاميركية في بغداد وفرض الحصار على العراق وابلاغ ذلك أيضاً للحلبوسي وسائر المسؤولين اذا لم تتوقف الهجمات على المؤسسات الاميركية سنقدم على ذلك.
ولسنا هنا بصدد نقاش موقف الرئيس العراقي من التهديد، لكن ما يهمنا هو ردود الفعل القوية التي صدرت من الشارع العراقي ورجاله و منها فصائل المقاومة التي ادانت بشدة التهديد الاميركي وحذرت من تداعياته ناهيك عن إنتقادها ولومها للرئيس صالح على موقفه الخجول من هذا التهديد.
اميركا التي تناور وتنافق حتى اليوم تتهرب بشكل او آخر من تنفيذ قرار مجلس النواب العراقي والاستفتاء الشعبي الذي جرى في الشارع عبر التظاهرات الصاخبة لطرد المحتلين من العراق اصبحت اليوم محاصرة من كل مكان حيث أن قوى المقاومة العراقية لا تترك فرصة الا واستهدفت ارتالها العسكرية في مختلف مناطق العراق مما اضطرت في النهاية ان ترفع الراية البيضاء عبر رسالة صريحة بعثتها الى بغداد عبر بعض الشخصيات السياسية والوسطاء كبلا سخارت الممثلة الاممية في العراق للحصول على تهدئة تمكنها من الخروج الامن من العراق او هدنة يجدول فيها خروجها.
السؤال المصيري الذي يطرح نفسه هل من الممكن الاعتماد والوثوق بالعهود الاميركية بالطبع من الصعب الاجابة بنعم مع وجود تجارب مريرة للشعوب والدول التي تعاملت مع اميركا و تنصلت بسهولة عنها؟ وهل التهدئة هي ورقة إنتخابية يريدها ترامب كسباً للوقت والمراوغة والتسويف لكي لا تؤثر على مسار الانتخابات. ومع اننا لا نلغي هذا الاحتمال لكن عندما يصطدم بالواقع على الارض ويواجهون ارادة شعب لا تقهر مثل الشعب العراقي فانهم يتراجعون بالتاكيد لان مقاومة الاحتلال امر مشروع وقانوني تقره كافة المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية لذلك لم يبق امام القوات الاميركية المحتلة وغيرها الا ان تترك العراق قبل نقلها بالتوابيت.
لقد وصلت الحالة باميركا القوة العظمى في العالم ان تستجدي الامان والتهدئة من فصائل المقاومة العراقية لتامن لها خروج آمناً من العراق وبالطبع هذه ليست المرة الاولى التي تستجدي فيها اميركا الامان للخروج من هذا البلاد فقد سبق ان استنجدت بايران في عامي 2010 و 2011 لمساعدتها للهروب من العراق.